قلنا: وقد خالف أصحاب محمد بن إسحاق في وصل هذا الخبر، وإنما رووه عن ابن إسحاق مقطوعًا أو مرسلًا، بل جاء في رواية ليونس بن بكير عن ابن إسحاق أنه قال: هلك أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه حُبلى، ويقال: إنَّ عبد الله هلك والنبي ﷺ ابن ثمانية وعشرين شهرًا، فالله أعلم أي ذلك كان. كذا قاله ابن إسحاق على الشك، ولو كان ثبت لديه موصولًا لما شك. وهو في "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ١٥٧ عن زياد البكائي، وفي "المبتدأ والمغازي" برواية يونس بن بكير (٢٨) و (٥٣)، وأخرجه الطبري في "تاريخه" ٢/ ١٦٥ من طريق سلمة بن الفضل، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣/ ٨١ من طريق إبراهيم بن سعد، أربعتهم (البكائي ويونس وإبراهيم بن سعد وسلمة) عن ابن إسحاق مقطوعًا أو مرسلًا. وهذا الذي قاله ابن إسحاق من وفاة أبي النبي ﷺ والنبيُّ ﷺ حَمْلٌ، هو ما رواه أيضًا محمد بن عمر الواقدي عن جماعة من شيوخه عند ابن سعد ١/ ٧٩ و ١٢٨ - ١٢٩، ورجحه الواقديُّ وكاتبُه ابن سعد. وهو قول الزُّهْري أيضًا كما أخرجه عنه عبد الرزاق (٩٧١٨)، والبيهقي في "الدلائل" ١/ ٨٨ و ١٨٧. وكذلك هو قول داود بن أبي هند كما أخرجه أبو نُعيم في "الدلائل" (٨٠). ورجَّحه أيضًا ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/ ٢٠، وصحَّحه ابن ناصر الدين في "جامع الآثار" ٢/ ٤٢٩، فقال: هو الصحيح عند جمهور أهل السير. وخالفهم آخرون، فروى ابن سعد ١/ ٨٠ عن هشام بن السائب الكلبي عن أبيه، وعن عوانة بن الحكم أنهما قالا: توفي عبد الله بن عبد المطلب بعدما أتى على رسول الله ﷺ ثمانية وعشرون شهرًا، ويقال: سبعة أشهر. =