للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسولِ الله الوحيُ، جَزِعَ من ذلك جَزَعًا شديدًا، فقلت ممّا رأيتُ من جَزَعِه: لقد فَلَاكَ ربُّك لما يرى من جَزَعِكَ، فأنزل الله: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ [الضحى:٣] (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه لإرسالٍ فيه.

٤٢٦١ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا


(١) رجاله لا بأس بهم، لكن رواية عُرْوة - وهو ابن الزبير بن العوام - عن عمّة أبيه خديجة بنت خويلد مرسلة.
وهو في "السيرة النبوية" لابن إسحاق، برواية يونس بن بكير (١٦٧). وقد وصله أبو داود في "أعلام النبوة" كما في "الفتح" ٤/ ٣١١ بذكر عائشة، ولا يصح.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٧/ ٦٠ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (٢٩) عن أحمد بن عبد الجبار، به.
وأخرجه سنيد بن داود في في "تفسيره" كما في "فتح الباري" ٤/ ٣١١، وابن أبي شَيْبة ١١/ ٤٩٧، والطبري في "تفسيره" ٣٠/ ٢٣٢ من طريق وكيع بن الجراح، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "فتح الباري" ٤/ ٣١١، والواحدي في "أسباب النزول" (٨٥٩) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، كلاهما عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه قال: أبطأ جبريل، فذكره. وهذا أوضح في إرساله. لكن أخطأ سُنيد في روايته عائشة بدل خديجة.
وأخرجه إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" كما في "الفتح" ٤/ ٣١١، والطبري ٣٠/ ٢٣١، وأبو داود في "أعلام النبوة" كما في "الفتح" من طريق عبد الله بن شداد: أن خديجة، فذكره. وهذا مرسل أيضًا.
والصحيح في هذه القصة أنه من قول امرأةٍ من قريش من المشركين كما جاء في حديث جندب بن عبد الله البجلي عند البخاري (١١٢٥)، ومسلم (١٧٩٧).
وسلف في رواية عند المصنف (٣٩٨٩) تعيين المرأة القائلة لذلك بأنها امرأة أبي لهب.
وهذا هو الصحيح اللائق، فليس مثلُ خديجة من يقول مثل هذا لرسول الله ، وما كانت لتقوله، وهي الزوجة المؤمنة الكاملة المواسية لرسول الله ، فهذا أولى من توجيه البيهقي في "الدلائل" ٧/ ٦٠ بأنه إن صح تكون خديجة قالته على طريق السؤال أو الاهتمام به. وأولى مما وجهه ابن كثير أيضًا في "تفسيره" ٨/ ٤٤٦ بأنه إن صح تكون خديجة قالته على وجه التأسُّف والتحزُّن. وأنكر أن يكون هذا قول خديجة جماعة منهم ابن المنيِّر كما في "فتح الباري" ٤/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>