للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقولُ القائلونَ، أسألُك أن تُصلِّيَ على محمدٍ وأن تُبرِّئَني ببَراءتي، فقال له النبيُّ : "والذي بَعَثَني بالكَرامةِ يا أعرابيُّ، لقد رأيتُ الملائكةَ يَبتَدِرُون أفواهَ الأَزِقَّة يَكتُبون مَقالتَك، فأكثِرِ الصلاةَ عليَّ" (١).

رواةُ هذا الحديث عن آخِرِهم ثقاتٌ، ويحيى بن عبد الله المِصري هذا لستُ أعرِفُه بعَدَالةٍ ولا جَرْحٍ.

٤٢٨٣ - حدثنا أبو بكر إسحاق، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، حدثنا شَريك، عن سِماك، عن أبي ظَبْيانَ، عن ابن عبّاس، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيّ ، فقال: بِمَ أعْرِفُ أنك رسولُ الله؟ فقال: "أرأيتَ إن دعوتُ هذا العِذْقَ من هذه النخلةِ، أتشهدُ أني رسولُ الله؟ " قال: نعم، قال: فدعا العِذْقَ، فجعل العِذْقُ يَنزِلُ من النخلة حتى سَقَطَ في الأرض، فجعل يَنْقُرُ حتى أتى النبيَّ ، قال: ثم قال له: "ارجِعْ" فرجَعَ حتى عادَ إِلى مَكانِه (٢).


(١) إسناده واهٍ، تفرَّد به يحيى بن عبد الله المصري عن عبد الرزاق، وهو مجهول لا يُعرف، وقال الذهبي في "تلخيصه": هو الذي اختَلَقَه، وكذلك قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" ٨/ ٤٥٦: هو ظاهر النكارة، وهو موضوع على هذا الإسناد المذكور. ثم قال الحافظ: وقد أخرجه الطبراني في "الدعاء" (١٠٥٥)، من طريق سعيد بن موسى الأزدي الحمصي، عن الثوري، عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر نحوه بطوله واليمان ضعيف كما سيأتي في ترجمته، وهو بسعيدٍ أشبه، ولعلَّ سنده انقلب على اليمان، وسعيد تقدم أنه متهم بالوضع، انتهى كلام الحافظ.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل شريكٍ - وهو ابن عبد الله النخعي - وسماكٍ - وهو ابن حرب - وقد توبعا. أبو ظَبْيان: هو حُصين بن جندب الكوفي.
وأخرجه الترمذي (٣٦٢٨) عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني، بهذا الإسناد. وقال هذا حديث حسن صحيح.
والحديث عند البخاري في "تاريخه الكبير" ٣/ ٣ بهذا الإسناد بزيادة: فأسلم الأعرابي.
وأخرجه بنحوه أحمد ٣/ (١٩٥٤) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، به. لكنه جاء فيه أنَّ هذا الأعرابي رجل من بني عامر، وأنه قال بعد معاينته تلك الآية: يا آل بني عامر، ما رأيتُ كاليوم رجلًا أسحرَ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>