للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن عمرو بن دينار، قال: قلتُ لِعُرُوة بن الزُّبير: كم لبثَ النبيُّ بمكّة؟ قال: عشرَ سنين، قلت: فإنَّ ابن عبّاس يقول: لبثَ بِضْعَ عشرةَ حِجَّةً، قال: إنما أخذَه من قول الشاعر؛ قال سفيانُ: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت عجوزًا من الأنصار تقول: رأيتُ ابن عبّاس يَختلِف إلى صِرْمةَ بن قَيس يتعلَّم منه هذه الأبيات:

ثَوَى في قريش بِضْعَ عشرةَ حِجَّةً … يُذكَّر لو أَلْفَى (١) صديقًا مُواتِيا

ويَعرِضُ في أهلِ المَواسِمِ نفسَه … فلم يَرَ مَن يُؤوي ولم يَرَ داعِيا

فلما أتانا واستقرّت به النَّوى … وأصبحَ مسرورًا بطَيْبةَ راضِيا

وأصبحَ ما يَخشى ظُلَامةَ ظالمٍ … بعيدٍ وما يَخشى من الناس باغِيا

بَذلْنا له الأموالَ مِن جُلِّ مالِنا … وأنفسَنا عند الوَغَى والتأسِّيا

نُعادِي الذي عادَى مِن الناسِ كُلِّهم … بحقٍّ وإن كان الحبيبَ المُواتِيا

ونعلمُ أن الله لا شيءَ غيرُه … وأنَّ كتاب الله أصبحَ هادِيا (٢)


(١) تصحف في (ز) إلى: ألقى. وألفى: وَجَدَ ولقي.
(٢) هذان الخبران رجالهما ثقات، إلّا أنَّ في خبر يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - إبهامَ العجوز الأنصارية، وأنه سمعه منها. ويغلب على ظننا أنَّ هذه العجوز الأنصارية لها صحبة، بدليل رؤيتها صرمة بن قيس الذي مات في آخر عهد النبي ، إذ ليس له ذكر في شيء من الروايات وأخبار الفُتوح بعد النبي ، فإذا ثبت ذلك فإسناد خبر يحيى بن سعيد الأنصاري صحيح، والله تعالى أعلم.
وأخرج خبر عروة بن الزبير مسلمٌ (٢٣٥٠)، النسائي (٤١٩٧) من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وأخرج خبر يحيى بن سعيد الأنصاري أبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة" ٢/ ١٤٧، وأبو بكر الدِّيْنَوري في "المجالسة" (٧٧٩)، والخطابي في "غريب الحديث" ٢/ ٣٣، والبيهقي في "الدلائل" ٢/ ٥١٣ - ٥١٤، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص ٢٩ - ٣٠، وابن الشجري في "أماليه" ١/ ٧٤ من طرق عن سفيان بن عيينة، به.
وسيأتي بعده عن ابن عبّاس: أن النبي أقام بمكة خمس عشرة سنة، وهو شاذٌّ.
والصحيح عن ابن عبّاس: أنه مكث بمكة ثلاث عشرة سنة كما أخرجه أحمد ٤/ (٦١٠)، والبخاري (٣٨٥١) و (٣٩٠٢)، والترمذي (٣٦٢١) من طريق عكرمة، وأحمد ٥/ (٣٤٢٩)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>