قلنا: وحجتهم في الحكم بوضعه مع شدة وهاء سنده مخالفتُه للصحيح الثابت عنه ﷺ أن مكة هي أحب البلاد إلى الله، كما في حديث عبد الله بن عدي بن حمراء الآتي برقم (٤٣١٦)، وإسناده صحيح. وأما حديث أبي هريرة، فقد أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٥١٩ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وقد روي عن الحارث بن هشام مثل هذا الحديث كما سيأتي عند المصنف برقم (٥٢٩٢/ ١)، إلّا أنه من رواية محمد بن عمر الواقدي، ولم يتابع عليه، بل ثبتت نكارة متنه ومخالفته للحديث الصحيح كما سبق. (٢) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (٢٢٩٧) تعليقًا من طريق ابن المبارك، عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد ٤٢/ (٢٥٦٢٦)، وابن حبان (٦٢٧٧) و (٦٨٦٨) من طريق معمر بن راشد، والبخاري (٢٢٩٧) و (٣٩٠٥) من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، كلاهما عن الزُّهري، به. واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه. وقوله: "وهما حَرّتان"، هو من قول الزُّهري، كما جزم به الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١١/ ٤٤٦، وقال: الحَرّة: أرض حجارتها سُودٌ. =