للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحبَّ البلادِ إليك"، فأسكنه اللهُ المدينةَ (١).

هذا حديث رواته مَدنيُّون من بيت أبي سعيد المَقْبُري.

٤٣٠٨ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سُليمان، حدثنا أَسَد بن موسى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن الزُّهْري، عن عُرْوة، عن عائشة، قالت: قال النبي للمسلمين: "قد أُرِيتُ دارَ هِجْرتكم، أُريتُ سَبْخَةً ذاتَ نَخْلٍ بين لابَتَينِ"، وهما الحَرّتان (٢).


(١) إسناده واهٍ بمرةٍ من أجل عبد الله بن سعيد أخي سَعْد - وهو المقبُري - فهو متروك الحديث، وأخوه سعد ليِّن الحديث، ثم هو منقطع، لأنَّ عبد الله بن سعيد المقبري لم يدرك أبا هريرة. وقد حكم الذهبي في "تلخيصه" بوضعه، وكذلك قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ١٨/ ١٢٥: حديث باطل كذب، وسبقهما إلى الحكم بوضعه ابن عبد البر في "الاستذكار" (١٠٢٧٢) فقال: حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، ولا يختلفون في نكارته ووضعه.
قلنا: وحجتهم في الحكم بوضعه مع شدة وهاء سنده مخالفتُه للصحيح الثابت عنه أن مكة هي أحب البلاد إلى الله، كما في حديث عبد الله بن عدي بن حمراء الآتي برقم (٤٣١٦)، وإسناده صحيح.
وأما حديث أبي هريرة، فقد أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٢/ ٥١٩ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وقد روي عن الحارث بن هشام مثل هذا الحديث كما سيأتي عند المصنف برقم (٥٢٩٢/ ١)، إلّا أنه من رواية محمد بن عمر الواقدي، ولم يتابع عليه، بل ثبتت نكارة متنه ومخالفته للحديث الصحيح كما سبق.
(٢) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي.
وأخرجه البخاري (٢٢٩٧) تعليقًا من طريق ابن المبارك، عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٤٢/ (٢٥٦٢٦)، وابن حبان (٦٢٧٧) و (٦٨٦٨) من طريق معمر بن راشد، والبخاري (٢٢٩٧) و (٣٩٠٥) من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، كلاهما عن الزُّهري، به. واستدراك الحاكم له ذهولٌ منه.
وقوله: "وهما حَرّتان"، هو من قول الزُّهري، كما جزم به الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١١/ ٤٤٦، وقال: الحَرّة: أرض حجارتها سُودٌ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>