للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عند كُلِّ فَريضةٍ كما أَنشَدَه (١) في التي كان قبلها، حتى إذا فَرَغَ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، وسأؤدي هذه الفرائضَ، واجتنب ما نهيتني عنه، لا أزيد ولا أَنقُصُ، ثم انصرف راجعًا إلى بعيره، فقال رسول الله حين ولى: "إن يَصدُقْ ذو العَقِيصتَين يَدخُلِ الجنة"، وكان ضمامٌ رِجلًا جَلْدًا أَشْعَرَ ذَا غَدِيرتَين.

ثم أتى بَعِيرَه، فأطلقَ عِقالَه حتى قدم على قومِه، فاجتمعوا إليه، فكان أولُ ما تَكلَّم به وهو يَسُبُّ اللاتَ والعُزّى، فقالوا: مَهْ يا ضِمامُ اتَّقِ البَرَصَ والجُذَامَ والجُنون، فقال: وَيْلَكُم، إنهما واللهِ ما يَضُرَّانِ ولا ينفعانِ، إن الله قد بعث رسولًا وأنزل عليه كتابًا استنقذكُم به مما كنتُم فيه، وإني أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وإني قد جئتُكم من عنده بما أمَرَكُم به ونَهاكُم عنه، فواللهِ ما أمسَى ذلك اليومَ من حاضِرَتِه رجلٌ ولا امرأةٌ إلَّا مسلمًا (٢).

قال ابن عبّاس: فما سَمِعْنا بوافدِ قومٍ كان أفضلَ من ضِمَام بن ثَعْلبة (٣).


(١) هذا الفعل في لغة العرب يُستعمل على صيغتين "فَعَلَ وأفعل"، والمعنى: استحَلَفَه.
(٢) في النسخ الخطية: رجلًا ولا امرأةً إلّا مسلمٌ. والمثبت من "تلخيص المستدرك"، وهو الجادّة.
(٣) إسناده حسن محمد بن الوليد - وهو ابن نُويفع - روى عنه ابن إسحاق - وهو محمد - وأبو مَعشَر نَجِيح بن عبد الله السندي المدني، غير أنَّ هذا الثاني سماه محمد بن نويفع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يُعتبر به، وقد تابعه سلمةُ بن كهيل في بعض روايات ابن إسحاق، وصَرَّح ابن إسحاق بسماعه من سلمة ومحمد بن الوليد، فأُمِن تدليسُه.
وأخرجه ابن هشام في السيرة النبوية ٢/ ٥٧٣ - ٥٧٤ عن زياد بن عبد الله البكّائي، وأحمد ٤ / (٢٢٥٤) و (٢٣٨٠) و (٢٣٨١) من طريق إبراهيم بن سعْد الزُّهْري، وأبو داود (٤٨٧) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقرن سلمة بن الفضل في روايته بمحمدِ بن الوليد سلمةَ بنَ كُهيل.
ويشهد له دون قصته مع قومه حين رجع إليهم، حديثُ أنس بن مالك عند أحمد ٢٠/ (١٢٧١٩)، والبخاري (٦٣)، ومسلم (١٢). وغيرهم.
قوله: "لا تَجِدَنَّ عليَّ" أي: لا تغضب عليَّ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>