وكذلك رواه بلفظٍ ظاهر في الإرسال أكثرُ أصحاب يحيى بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري - منهم يحيى بن سعيد القطان عند مسدَّد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" لابن حجر (٢٨٤٦)، ويزيدُ بنُ هارون عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٢/ ٢٥٦، وأنس بن عياض عند أبي داود السجستاني كما في "التمهيد" لابن عبد البر ٢٤/ ٤٨ - وليس في "السنن" ولا في "المراسيل"، وإنما في بعض كتبه الأخرى - ويحيى بن أيوب الغافقي عند الطبراني في "الكبير" ٢٣/ (١٢٦)، وعمرو بن الحارث عند الطبراني في "الأوسط" (١٣٧٣)، وأبي الحسن الخِلَعي في "الخِلَعيات" (٩٤٦). وآخر الخبر وهو قوله: فلما قبض رسول الله ﷺ، إلى آخره، لم يسمعه يحيى بن سعيد الأنصاري من سعيد بن المسيب، كما تدل عليه رواية يحيى القطان ويحيى بن أيوب ويزيد بن هارون حيث جاء في روايتهم: قال يحيى بن سعيد: فسمعتُ الناس يتحدثون … فذكره. وقد روى مالك بن أنس هذا الخبر عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فجعله بجملته من مرسل يحيى لم يذكر فيه سعيد بن المسيب. كذلك هو في "موطأ في موطأ يحيى" ١/ ٢٣٢، و"موطأ أبي مصعب" (٩٧٤)، و"موطأ سُويد "الحَدَثاني" (٤٠١)، وكذلك رواه أكثر رواة "الموطأ" كما قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ٤٧، لكن رواه عن مالكٍ قتيبةُ بن سعيد عند أبي داود كما قال ابن عبد البر، ومعنُ بنُ عيسى القزاز كما في "غرائب مالك" لابن المظفَّر (٣)، بذكر سعيد بن المسيب، والمحفوظ رواية أكثر رواة "الموطأ". وقد جاءت رواية قتيبة ومعن بن عيسى عن مالك بلفظ يُوهم اتصالَه بجملته بنحو ما جاء في رواية المصنف هنا، وكذلك رواه الليثُ بن سعد عند البلاذُري في "أنساب الأشراف" ١/ ٥٧٢. والصحيح من ذلك جميعًا روايةُ مَن رواه مرسلًا، وفصَّل بين مرسل سعيد بن المسيب وهو أول الخبر، وبين ما رواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن غير سعيد بن المسيب مرسلًا أيضًا، وهو آخر الخبر، والله تعالى أعلم، على أنَّ مراسيل سعيد بن المسيّب تُعَدُّ من أقوى المراسيل، =