للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالرَّبَذة، وهو يقول للحسن والحسين: ما لكما تَخِنّان خَنِينَ (١) الجاريةِ، والله لقد ضربتُ هذا الأمرَ ظهرًا لِبَطنٍ، فما وجدتُ بُدًّا من قِتال القوم، أو الكُفرِ بما أُنزل على محمد (٢).


(١) في المطبوع: تَحِنان حَنين، بالمهملة بدل الخاء المعجمة، وكأنها كذلك في (ص) و (م)، لكنها أُعجمت في (ز) و (ب) بالخاء المعجمة، وهو ضربٌ من البكاء دون الانتحاب، وأصله خروج الصوت من الأنف، وبعضهم يجعل الحنين والخنين واحدًا.
(٢) خبر حسن لكن بذكر الحَسن بن علي دون أخيه الحُسين، كما جاء في رواية غير المصنّف، وأبو قبيصة عمر بن قَبيصة هكذا وقع مسمَّى في هذه الرواية عمر، وإنما هو صفوان بن قَبيصة، كما في رواية جعفر بن زياد الأحمر عن أُمَيٍّ الصَّيرفي لهذا الخبر، وكذلك سمّاه كل من ترجم له كالبخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في "الثقات"، وكذلك سمّاه أبو الخطاب الهجري وكثير أبو إسماعيل النواء إذ رويا عنه بعض الأخبار، وأغلب الظن أنَّ الوهم هنا في تسميته من جهة شريك - وهو عبد الله النخعي - فقد روى هذا الخبر عن شريك عبدُ الله بن صالح العِجْلي الكوفي عند البلاذُري في "أنساب الأشراف" ٣/ ٣٣، فسماه عَمرو بن قبيصة، بزيادة الواو، فدلَّ على أن شريكًا لم يضبط اسمه، وصفوان بن قبيصة هذا روى عنه أيضًا غير الذين تقدم ذكرهم ضِرارُ بن مرة، فبرواية هؤلاء مع ذكر ابن حبان له في "الثقات" يحتمل حديثه التحسين.
وقد روى هذا الخبر عن أُمَيٍّ الصيرفي أيضًا سفيان بن عيينة غير أنه لم يُسمِّ صفوان بن قبيصة، بل أبهمه، ووصفه بأنه رجل من بَجيلة وأنه كان رضيعًا للقَسْري، وهذا هو نفسه صفوان، لأنَّ كثيرًا النواء وأبا الخطاب الهجري نسباه أحمسيًا وأحمسُ من بَجِيلة.
وما علَّقه ابن حبان في "الثقات" من قوله: إن كان سمع من طارق فهو مدفوع برواية ابن عيينة المذكورة، فقد جاء فيها أنه سمع طارق بن شهاب.
هذا ولم ينفرد صفوان بن قبيصة بهذا الخبر، بل تابعه على روايته قيس بن مسلم الجَدَلي، وهو ثقة، ولكنه لم يذكر فيه قول علي بن أبي طالب: والله لقد ضربتُ هذا الأمر ظهرًا لبطن .... إلخ، وإنما جاء في روايته بدلًا من ذلك مقالة أخرى لعليٍّ.
لكن يشهد لرواية صفوان بن قبيصة في مقالة عليٍّ التي هنا شواهد كما سيأتي.
وأخرجه البلاذُري في أنساب الأشراف" ٣/ ٣٣ من طريق يحيى بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
ويحيى - وهو الحِمّاني - وإن كان فيه ضعف، يُعتبر به في المتابعات والشواهد.
وأخرجه أبو الحسن الحمامي في "جزء الاعتكاف" ضمن مجموع فيه مصنفاته وأجزاء أخرى =

<<  <  ج: ص:  >  >>