للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يا رسول الله، قد عرفتَ قِوَائي فاجعَلْني منهم، قال: "أنت منهم"، قال عوف بن مالك: يا رسول الله، قد عرفت أنا تَرَكْنا قومَنا وأموالنا رَغَبًا لله ولرسوله، فاجعَلْنا منهم، قال: "أنت منهم"، فانتهينا إلى القوم وقد ثارُوا، فقال النبي : "اقعُدُوا" فقعدوا، كأنه لم يَقُمْ أحد منهم، قال: "أتاني آتٍ من ربي فخيَّرني بين أن يُدخِلَ شطرَ أمَّتي الجنة وبين الشفاعةِ، فاخترتُ الشفاعة" فقالوا: يا رسول الله، اجعلنا منهم، فقال: "هي لمن مات لا يُشرِكُ بالله شيئًا" (١).

٢٢٧ - حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، حدثنا عبد الجبار ابن العباس الشِّبامي (٢)، عن عَوْن بن أبي جُحَيفة السُّوَائي، عن عبد الرحمن بن عَلْقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عَقِيل الثقفي قال: قَدِمتُ على رسول الله في وفد ثقيفٍ، فعَلِقْنا طريقًا من طرق المدينة حتى أنخنا بالباب، وما في الناس رجلٌ أبغض إلينا من رجل نَلِجُ عليه منه، فدخلنا وسلَّمنا وبايعنا، فما خرجنا من عنده حتى ما في الناس رجلٌ أحبَّ إلينا من رجلٍ خرجنا من عنده، فقلت: يا رسول الله، ألا سألت ربَّك مُلكًا كمُلك سليمان؟ فضحك وقال: "لعلَّ لصاحبكم عند الله أفضل من مُلك سليمان، إنَّ الله لم يبعث نبيًا إلا أعطاه دعوةٌ، فمنهم من اتخذ بها دنيا فأُعطيها، ومنهم من دعا بها على قومه فأُهلِكُوا بها، وإنَّ الله أعطاني دعوةً فاختبأتُها عند ربي شفاعةً لأمَّتي يوم القيامة" (٣).


(١) حديث صحيح ورجاله ثقات.
وانظر تخريجه في الحديث السابق، فإنَّ في مصادر تخريجه الإسنادين جميعًا.
وانظر أيضًا تخريج الحديث (٢٣٩٧٧) من "مسند أحمد"، حيث رواه من طريق أبي المليح عن أبي بردة عن عوف بن مالك.
(٢) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: الشامي، والصواب ما أثبتنا كما في مصادر ترجمته، وشِبَام: جبل باليمن قريب من صنعاء.
(٣) إسناده حسن. علي بن عبد العزيز: هو أبو الحسن البغوي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>