محمد بن معاذ: هو ابن يوسف أبو بكر السلمي المروزي، وأبو عوانة: هو وضّاح اليَشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وأخرجه ابن الجزري في "مناقب الأسد الغالب" (١٧) من طريق أبي بكر بن خلف، عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٢/ ٣٠٥ من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن عمر بن الحسن الراسبي، به. وتابع عمرَ بن الحسن الراسبيَّ فيه أحمدُ بن عبد الملك الحرّاني عند الخلال في "علله" كما في "منتخبه" لابن قدامة (١١٨)، ويحيى بنُ عبد الحميد الحِمّاني عند ابن عساكر ٤٢/ ٣٠٤، كلاهما رواه عن أبي عوانة بهذا الإسناد. والحمّاني ضعيف واتُّهم بسرقة الأحاديث، لكن الحرّاني لا بأس به. وذكر الدارقطني في "العلل" (٣٦٧١) أنَّ أبا كريب محمد بن العلاء قد روى هذا الخبر عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جُبَير مرسلًا. وجعفر هذا لا بأس به. وقد ذكر الخلّال في "علله" - كما في "منتخبه" لابن قدامة (١١٨) - عن الأثرم أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث فأنكره إنكارًا شديدًا، قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: رواه ابن الحمّاني فأنكره الناس عليه، فإذا غيرُه قد رواه، قال: مَن؟ قلت: ذاك الحرّاني أحمدُ بن عبد الملك، قال: هكذا! كأنه يتعجّب، ثم قال: أنت سمعتَه منه؟ قلت: سمعتُه وهو يقول في هذا، قلت له: إنَّ ابن الحمّاني قد رواه، قال (أي: أحمد بن عبد الملك): فما تنكرون عليَّ وقد رواه الحماني؟! ولم يحدّثْنا به.=