وخالف إسماعيلُ بن موسى الحاسب البغدادي عند أبي بكر بن المقرئ في الثالث عشر من "فوائده" (٨٩)، ومن طريقه ابن عساكر ١٨٢/ ٣٠، فرواه عن عبد الملك بن عبد ربّه، عن خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم. وعبد الملك هذا منكر الحديث كما قال الذهبي في "الميزان"، والمحفوظ عدم ذكر قيس فيه، فقد روى ابن أبي شيبة هذا الخبر في "مصنفه" ١٢/ ١٤ عن خلف بن خليفة، فلم يذكره فيه، كما أنه لم يذكر فيه عليَّ بن أبي طالب. وخلف بن خليفة صدوق إلَّا أنه كان قد اختلط، وهو يخطئ في بعض الأحايين في بعض رواياته كما قال ابن عدي في "الكامل". وبحديث عائشة - على فرض ثبوته - الذي بلفظ: "أنا سيّد ولد آدم، وأبوك سيد كهول العرب، وعليٌّ سيد شباب العرب"، دفع الملّا علي القاري في "الأسرار المرفوعة" (٢٣٥) ما يتوهَّم من النكارة فقال: بهذا يزول الإشكال، حيث لم يُرد بالعرب جنسَه في جميع الأحوال. وكذلك قال العجلوني في "كشف الخفاء" (١٥١٣): وبهذا يُعلم أنَّ سيادته بالنسبة للشباب لا مطلقًا. وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" ١٢/ ٣٧٧، والنسفي في "القند في ذكر أخبار سمرقند" (١٠٧٣) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سلمة بن كُهيل، قال: مَرَّ عليُّ بن أبي طالب على النبي ﷺ وعنده عائشة، فقال لها: "إذا سَرَّكِ أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى عليّ بن أبي طالب" فقالت: يا نبي الله، ألست سيدَ العرب؟! فقال: "أنا إمام المسلمين وسيد المتقين". ومحمد بن حميد الرازي ضعيف منكر الحديث، صاحب عجائب، وقد خولف في سنده ولفظه. فقد أخرجه ابن عساكر ٤٢/ ٣٠٥ بإسناد صحيح إلى جعفر بن أحمد العوسجي، عن أبي بلال الأشعري، عن يعقوب القُمّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزي، عن عائشة قالت: أقبل عليُّ بن أبي طالب يومًا، فقال له رسول الله ﷺ: "هذا سيد المسلمين" فقلت: ألستَ سيد المسلمين يا رسول الله؟! فقال: "أنا خاتم النبيين ورسولُ رب العالمين". وجعفر بن أحمد العوسجي - وهو ابن عوسجة - صدوق، وأبو بلال الأشعري ليّنه الدارقطنيُّ، لكنه أحسن حالًا من=