للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وحديث أنس عند أحمد ٢٠ / (١٣٢١٤)، والترمذي (٣٠٩٠) وحسّنه.
ولقوله : "لا يذهب بها إلّا رجلٌ مني وأنا منه" شاهدٌ من حديث حُبْشي بن جُنادة عند أحمد ٢٩/ (١٧٥٠٥) و (١٧٥٠٦) وغيره، ولفظه: "عليٌّ مني وأنا منه، ولا يؤدِّي عني إلّا أنا أو عليّ"، وفي سنده مقال كما هو مبيّن في "مسند أحمد".
قال الواحديُّ في "تفسيره الوسيط" ٢/ ٤٧٨: ذكر الزَّجّاجُ السببَ في تولية عليٍّ تلاوةَ براءة، قال: إِنَّ العرب جرت عادتُها في عقد عهودها ونقضها أن يتولى ذلك عن القبيلة رجلٌ منها، وكان جائزًا أن يقول العرب إذا تلا عليها نقضَ العهد من الرسول مَن هو من غير رَهْطه: هذا خلاف ما نعرف فينا في نقض العهود، فأزاحَ النبي العلة في ذلك.
ثم نَقَل عن الجاحظ الأديب قولَه: هذا ليس بتفضيل منه لعليٍّ على غيره، ولكن عامل العربَ على مثل ما كان بعضهم يتعارفه من بعضٍ كعادتهم في عقد الحِلْف وحلّ العَقْد كان لا يتولى ذاك إلّا السيد منهم أو رجل من رهطه، كأخٍ أو عمٍّ، فلذلك قال النبي هذا القول.
قلنا: ويؤيده التعبيرُ بما يدل على خصوص سورة التوبة في هذا الحديث، حيث قال فيه: "لا يذهب بها" وكذلك جاء في حديث أنس الذي تقدم ذكره في الشواهد، حيث جاء فيه: "لا ينبغي لأحدٍ أن يبلغ هذا إلّا رجل من أهلي". قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١٣/ ٣٢٨: يُعرف منه أنَّ المراد خصوص القصة المذكورة لا مطلق التبليغ.
ويشهد للفقرة الرابعة منه في قصة كون عليّ بن أبي طالب أولَ من أسلم، حديث زيد بن أرقم الآتي برقم (٤٧١٤)، وإسناده حسن إن شاء الله، وبعض رواياته بلفظ: أول من صلَّى.
وروي بلفظ: أول من صلّى من حديث علي بن أبي طالب نفسه عند أحمد ٢/ (١١٩١)، والنسائي (٨٣٣٢) وغيرهما. وفي إسناده ضعفٌ.
ومن حديث سعد بن أبي وقاص كما سيأتي عند المصنف برقم (٦٢٤١) بلفظ: ألم يكن أولَ من أسلم، ألم يكن أولَ من صلّى مع رسول الله . فجمعهما. وإسناده ليّن.
وانظر حديث ابن عبّاس المتقدم برقم (٤٦٣٣).
وسلف عن عمرو بن عَبَسَة (٤٤٦٧) و (٤٤٦٨) أنه سأل النبي عمَّن تَبِعه، فقال له النبي : "حرٌّ وعبدٌ: أبو بكر وبلال"، وإسناده صحيح.
وروي عن أبي بكر - بسند رجاله ثقات إلا أنه اختلف في وصله وإرساله - أنه قال: ألست أحقَّ الناس بها؟ ألست أولَ من أسلم؟ أخرجه الترمذي (٣٦٦٧)، وابن حبان (٦٨٦٣).
ولذلك اختلف أهل العلم في هذا - كما قال الترمذي في "جامعه" (٣٧٣٤) - فقال بعضهم: أول من أسلم أبو بكر الصديق، وقال بعضهم: أول من أسلم عليّ، وقال بعض أهل العلم: أول من أسلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>