للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الوليد بن يسار الهَمْداني، عن علي بن أبي طلحة، قال: حَجَجْنا فمَرَرْنا على الحسن بن عليّ بالمدينة ومعنا معاوية بن حُدَيج، فقيل للحسن: إنَّ هذا معاوية بن حُدَيج السَّبّابُ لعليٍّ، فقال: علَيَّ به، فأُتي به فقال: أنت السَّبّابُ لعليّ؟ فقال: ما فعلتُ، فقال: واللهِ إن لقيتَه وما أحسبُك تَلْقاهُ يومَ القيامة، لَتجِدُه قائمًا على حوض رسولِ الله يَذُودُ عنه راياتِ المنافقين، بيدِه عصًا من عَوسَجٍ؛ حدَّثَنيه الصادقُ المصدوقُ ، وقد خابَ من افْتَرى (١).


(١) منكرٌ وإسناده ضعيف لجهالة الوليد بن يسار الهَمْداني، وعلي بن أبي طلحة جاء في بعض الروايات أنه مولى بني أمية، فالظاهر أنه غير علي بن أبي طلحة سالم الذي يُعرف بأنه مولى بني العباس، وهذا يؤيد تفريق أحمد بن حنبل بين الذي روى عنه معاوية بن صالح وأبو فضالة وداود بن أبي هند، وأنه شامي، وبين الذي روى عنه الكوفيون الثوري والحسن بن صالح، وأنه كوفي، فالظاهر أنَّ الشامي هو مولى بني أمية، والكوفي هو مولى بني العباس، والله أعلم، وإذا ثبت ذلك فالشامي هو صاحب التفسير عن ابن عبّاس، ولكنه لم يسمع من ابن عبّاس ولم يَرَهُ، فأولى به أن لا يرى الحسن بن علي بن أبي طالب، لأنه توفي قبل ابن عبّاس بأكثر من خمس عشرة سنةً، وعليه فما وقع في هذه الرواية أنَّ ابن أبي طلحة حجَّ فمرّ بالحسن بن علي، فغير مُسلَّم بل هو وهم يغلب على الظن أنه من جهة الحسين بن الحسن الأشقر، فإنَّ فيه كلامًا، ومما يؤيده أنَّ هذا الحديث قد رواه أيضًا إسماعيلُ بنُ موسى ابن بنت السُّدِّي عن سعيد بن خثيم، عن الوليد بن يسار، عن علي بن أبي طلحة، قال: حج معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية بن حُديج، فذكر القصة ليس فيها أن علي بن أبي طلحة كان معهم، فدلَّ ذلك على أنَّ الرواية منقطعة.
وقد روي نحو هذه القصة من وجه آخر عن الحسن بن عليٍّ لكن مداره على ضعيف ومجهول.
وفي المرفوع هنا أيضًا مخالفة لما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم (٢٤٨) وغيره، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله : "إِنَّ حوضي لأبعد من أيلة إلى عدن، والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه"، فقد ذكر النبي أنه هو مَن يذود عنه، ولم يذكر عليّ بن أبي طالب.
وأخرجه ابن عساكر ٥٩/ ٢٧ من طريق محمد بن يونس الكُديمي، عن الحُسين بن الحسن الأشقر، بهذا الإسناد.=

<<  <  ج: ص:  >  >>