للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زيد بن أخْزم الطائي، حدثنا أبو داود، حدثنا القاسم بن الفضل، حدثنا يوسف بن مازن الراسبي، قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن علي فقال: يا مُسوِّدَ وجوه المؤمنين، فقال الحسنُ: لا تُؤنِّبْني رحمك الله، فإنَّ رسول الله قد رأى بني أُميّة يَخطبون على مِنبَرِه رجلًا رجلًا، فساءه ذلك، فنزلت: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)[الكوثر: ١]، نهرٌ في الجنة، ونزلت: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾، يَملِكُه (١) بنو أُميّة، فحَسَبْنا ذلك، فإذا هو لا يزيد ولا يَنقُصُ (٢).


(١) تحرَّف في المطبوع إلى: تملكها. والضمير مذكر يعود على المنبر.
(٢) خبر منكر، وقد اختلف في هذا الإسناد على القاسم بن الفضل في تعيين شيخه، فوقع هنا عند المصنف وعند أكثر من خرَّج هذا الخبر أنه يوسف بن مازن الراسبي، وعند الترمذي (٣٣٥٠) أنه يوسف بن سعد الجُمحي مولاهم، وهذا ثقة، لكن الظاهر أن شيخ القاسم في خبر رؤيا بني أمية إنما هو يوسف بن مازن، وبعضهم عدَّ يوسف بن سعد هو نفسه يوسف بن مازن كما يدل عليه صنيع المزيّ، وفرّق بينهما البخاري في "تاريخه الكبير" ٨/ ٣٧٣ و ٣٧٤ إذ ترجم للرجلين، وتبعه ابن أبي حاتم، وقال ابن حجر في "التهذيب": لا يلزم من اشتراكهما في رواية القاسم بن الفضل عن كل منهما وفي كونهما بصريين أن يكونا واحدًا.
ويوسف بن مازن هذا في إدراكه قصة الحسن بن علي ومعاوية نظر، وإن وقع في رواية الطبري في "تفسيره" ٣٠/ ٢١٠ أنه هو الذي اعترض على الحسن بن علي، وهذا يخالف سائر الروايات، وقد جزم ابن أبي حاتم نقلًا عن أبيه بأن روايته عن علي بن أبي طالب مرسلة، وهذا يعني عدم إدراكه للقصة التي جرت بين الحسن بن علي وبين معاوية من الصلح، لأنَّ ذلك وقع إبان وفاة عليٍّ، ولهذا جزم الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٢٧٢ بأنَّ فيه انقطاعًا، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" ٩/ ٢٧٢: في شهود يوسف بن مازن قضية الحسن ومعاوية نظر، وقد يكون أرسلها عمّن لا يُعتمد عليه، والله أعلم، وقد سألت شيخنا أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث، فقال: هو حديث منكر.
وذكر ابن كثير في "تفسيره" ٨/ ٤٦٣ ما يدل على نكارة ترتيب نزول سورة القدر على قصة الرؤيا التي أُريها رسول الله ولاية بني أمية من حيث مخالفة ما جاء هنا في الرواية من ذكر الألف شهر مع الواقع التاريخي للمدّة التي مكثها بنو أمية في الحكم بأنَّ بني أمية مكثوا في الحكم زيادة على الألف شهر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>