وأخرج ابن أبي الدنيا (٥١) من طريق خارجة بن مصعب عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أنَّ النبيَّ ﷺ عن الحسن والحُسين بكبش كبش وحلق رؤوسهما يوم السابع، وتصدق بوزن شعرهما وَرِقًا، فأعطى الرّجُلَ القابلة. فوافق حسين بن زيد في رفع الخبر، بل جعله من فعل النبي ﷺ نفسه، مع موافقته السائر أصحاب جعفر في إرساله، ولكن خارجة هذا متروك واهٍ. وأخرجه مالك ٢/ ٥٠١، ومن طريقه ابن سعد ٦/ ٣٥٤، والبيهقي في "الكبرى" ٩/ ٢٩٩ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعبد الرزاق (٧٩٧٤)، وابن سعد ٦/ ٣٥٥، وابن أبي الدنيا في "العيال" (٨٠) من طريق عمرو بن دينار، وعبد الرزاق (٧٩٧٣) عن ابن جريج، وابن أبي شيبة ٨/ ٢٤١ من طريق عبد الملك بن أعين أربعتهم عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، مرسلًا. أما لفظ عمرو بن دينار فهو: كانت فاطمة إذا وَلَدَت حلقت شعره، ثم تصدقت بوزنه وَرقًا. ونحوه لفظ ابن جريج، وأما ربيعة فقال: وزَنت فاطمة بنت رسول الله ﷺ شعر حسن وحسين، فتصدقت بوزنه فضة. وأما ابن أعين فلفظه: كانت فاطمة تعقُّ عن ولدها يوم السابع، وتسميه، وتختنه، وتحلق رأسه، وتتصدق بوزنه وَرِقًا. وزاد ابن جريج في روايته: قالت يعني فاطمة: وكان أبي يفعل ذلك. تعني أن النبي ﷺ كان يفعل ذلك في ولده. وخالفهم عبدُ الله بن أبي بكر عند الترمذي (١٥١٩) وغيره من طريق محمد بن إسحاق، عنه، عن محمد بن علي بن الحسين، عن عليّ بن أبي طالب قال: عَقَّ رسولُ الله عن الحَسَن بشاةٍ، وقال: يا فاطمة احلِقي رأسَه، وتصدقي بزِنَةِ شعره فضة" قال: فوزنته، فكان وزنه درهمًا أو بعض درهم. كذا رفعه وجعله من فعل رسول الله ﷺ في الحَسَن بن علي فقط، وذكر في إسناده عليّ بن أبي طالب، ورجاله لا بأس بهم، لكن قال الترمذي بعد أن حَسَّنه: إسناده ليس بمتصل، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب. قلنا: وفيه أيضًا عنعنةُ محمد =