(١) كذا جاء الحديث عند المصنّف بعَوْد الضمير في هذه اللفظة على زيد بن حارثة، فأفهم ذلك أنَّ النَّبِيّ ﷺ وهو من أتى زيدًا فأراه الوضوء … ولذلك ذكره المصنّف في مناقب زيد بن حارثة، وإنما جاء الحديث عند جميع من خرَّجه بذكر جبريل أنه هو الذي أتى النَّبِيَّ ﷺ فأراه الوضوء … وكذلك جاء في رواية الطبراني في "الأوائل" (١٨) عن يحيى بن عثمان بن صالح، بإسناده هذا. فالظاهر أنه سقط من أصول المصنّف ذِكرُ جبريل. (٢) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لَهِيعة وسوء حفظه، ولاضطراب إسناد هذا الحديث ومتنه كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" (١٧٤٨٠). وقد ذهب أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" (١٠) إلى بطلان هذا الحديث وتكذيبه. وأخرجه أحمد ٢٩/ (١٧٤٨٠) عن الحسن بن موسى الأشيب، وابن ماجه (٤٦٢) من طريق حَسَّان بن عبد الله، كلاهما عن ابن لَهِيعة بهذا الإسناد. وفيه أن جبريل هو مَن علّم النَّبِيّ ﷺ ذلك. ولم يذكرا في روايتهما قوله: وعلّمه الإسلام. ولم يذكر ابن ماجه في روايته الصلاة أيضًا. وزادا ذكرَ نضح الفرج بالماء بعد الوضوء. وأخرجه أحمد ٣٦/ (٢١٧٧١) من طريق رشدين بن سعد، عن عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد - لم يجاوزه - عن النَّبِيّ ﷺ: أنَّ جبريل لما نزل على النَّبِيّ ﷺ فعلَّمه الوضوءَ، فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنة من ماء فرشَّ بها نحو الفرج، قال: فكان النَّبِيّ ﷺ يرُشُّ بعد وضوئه. ورشدين بن سعد ضعيف وهو أسوأُ حالًا من ابن لَهِيعة، وبعضهم ترك حديثه. (٣) كذا جاء في نسخ "المستدرك" بذكر أبي أمامة بن سهل في إسناد الخبر، ولم يرد ذكره في رواية البيهقي في "الدلائل" ٣/ ١٨٧، وفي "السنن الكبرى" ٩/ ١٨٣ عن أبي عبد الله الحاكم بإسناده هذا الذي هنا، ولم يرد كذلك في رواية زياد البكائي عن ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" ٢/ ٥١، ولا في رواية سَلَمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق كما في "تاريخ الطبري" ٢/ ٤٨٧، فالظاهر أنَّ ذكر أبي أمامة بن سهل في إسناده وهمٌ، والله أعلم.