فالظاهر أنَّ هذا الاختلاف في ذكر سمُرة بن سَهْم صاحب القصة وإسقاطه من السند من جهة أبي وائل نفسِه، كان يذكره أحيانًا ويُسقطِه أحيانًا أخرى اختصارًا، والله تعالى أعلم. وسَمُرة بن سَهْم هذا تابعيٌّ كبيرٌ روى عنه هذه القصة أبو وائل شقيق وهو تابعيٌّ كبيرٌ أيضًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وصحَّح حديثَه هذا، فحديثُه حسنٌ إن شاء الله. (١) وبه جزم ابن سعد في "طبقاته" ٣/ ٨٠. (٢) إنما قال يحيى بن معين ذلك في اسم اليمان والد حذيفة كما في "تاريخ العباس الدوري" (٢٥٨٣) برواية أبي الحسن علي بن محمد بن شاذان عن أبي العباس الأصم شيخ المصنف هنا، حيث قال: سمعت يحيى - يعني ابن مَعِين - يقول: أبو حذيفة اسمه حِسْل بن جابر. قلنا: جابر هو جد حذيفة بن اليمان كما تقدم بيانه بين يدي الحديث (٤٩٦٩). فدلَّ ذلك على أنَّ ابن معين عنى باليمان أبا حذيفة، ولم يُرد أنَّ حِسْلًا اسم أبي حذيفة بن عُتبة، فتقييده هنا في رواية المصنف بأبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهمٌ بلا شكٍّ، والغالب أنه من جهة المصنف نفسه، لأنَّ غيره رواه عن شيخه أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم على الصواب كما تقدم.