ومما يؤيده رواية زهير روايةُ عَزْرة بن ثابت الآتية عند المصنف برقم (٥١٤٦) عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: "اخضبوا لحيته". ليس فيها ذكر الأمر باجتناب السواد. وقد تابع ابنَ جُريج على ذكر الأمر باجتناب السّواد في رواية أبي الزبير ليثُ بن أبي سليم عند معمر في "جامعه" (٢٠١٧٩)، وابن سعد ٦/ ٧٩، وابن أبي شيبة ٨/ ٤٣٢، وأحمد ٢٢/ (١٤٤٠٢) و (١٤٤٥٥)، وابن ماجه (٣٦٢٤)، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" ص ٤٨٥، وأبي عوانة (٨٧١٠)، والحكيم الترمذي في "المنهيات" ص ١٩٧، والطبراني (٨٣٢٤) و (٨٣٢٥)، وأبي نُعيم في "معرفة الصحابة" (٤٩١٣)، والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" ١/ ٤٣٠، وأبي محمد البغوي في "شرح السنة" (٣١٧٩). لكن ليث بن أبي سلم هذا سيئ الحفظ. وتابعه كذلك أيوب السَّختياني عند أبي عوانة (١٥١٤) و (٨٧١٠)، والطبراني (٨٣٢٦). وإسناده صحيح. وتابعه أيضًا المغيرة بن مسلم عند الطبري في "تهذيب الآثار" ص ٤٨٥ لكن في الإسناد إليه شيخ الطبري محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف. وتابعهم الأجلحُ بنُ عبد الله الكِنْدي عند أبي يعلى (١٨١٩)، والطبراني في "الأوسط" (١٨١٩)، وفي "الصغير" (٤٨٣)، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١٠/ ١٩٧. وإسناده حسن. وتابعهم مطر بن طهمان الوراق عند الطبراني في "الكبير" (٨٣٢٥)، وأبي نُعيم في "معرفة الصحابة" (٤٩١٣). وفي الإسناد إليه رجلٌ متروك. والصحيح عن مطر الوراق ما رواه عبدُ العزيز بن عبد الصمد العمي - وهو ثقة حافظ - عند الطبري في "تهذيب الآثار" ص ٤٨٣، والطبراني في "الكبير" (٨٣٢٨) عن مطر الوراق، عن أبي رجاء العُطاردي، عن جابر بن عبد الله بلفظ: "اذهبوا إلى بعض نسائه، حتى تُغيّره" فذهبوا به فحمَّروه. وإسناده حسنٌ، وهو يوافق رواية زهير بن معاوية وعَزْرة بن ثابت عن أبي الزبير. لكن يبقى رواية أيوب السختياني ورواية الأجلح الكِنْدي الموافقتان لرواية ابن جريج، وإسنادهما لا بأس به، فلعلَّ أبا الزبير كان هو نفسه ربما أدرج الأمر باجتناب السَّواد في حديثه عن جابر استنادًا إلى رواية غيره من الصحابة، كما سيأتي ذكره مما ذُكر فيه الأمر باجتناب السّواد، وعند محاققة زهير بن معاوية له ومراجعته له بيّن له أنه لم يسمع من جابر الأمر باجتناب السَّواد، فهو المعتمد في حديث جابر، فحديث جابر بن عبد الله صحيح دون ذكر الأمر باجتناب السواد ودون ذكر عمر بن الخطاب في الخبر، والله تعالى أعلم. =