للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٨٥ - أخبرني عَبْدان بن يزيد الدَّقّاق بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحُسين، حدثنا عَتِيق بن يعقوب، حدثنا عبد الملك بن محمد بن أبي بكر، عن عمِّه عبد الله بن أبي بكر، قال: أخذَ المشركون سعدَ بنَ عُبادة، فرَبَطُوا يدَه إلى عُنُقِه، وأدخَلُوه مكةَ يَضْرِبُونه ويَجُرُّونه بناصيَتِه، وكان ذا جُمّة طويلة (١).


= سعد بن عُبادة أحدًا يُنادي، فنظرت فقلتُ: لا، فقال: صدقتَ. قلنا: فلعلَّ عبد الله بن عمر هو من حدَّث عروة بذلك الخبر، فيكون القائل: أدركتُ سعد بن عبادة هو عبد الله بن عمر، وهذا ممكن، فإذا ثبت ذلك اتصل الإسناد، وكان صحيحًا، والله تعالى أعلم.
وممّا يؤيد ذلك ما أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص ٢٨١، وابن عساكر ٤٩/ ٤١٧ من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، قال: مرَّ ابن عُمر على أُطُم سعدٍ، فقال لي: يا نافع، هذا أُطُم جدّه، لقد كان مناديه ينادي يومًا في كل حولٍ: من أراد الشحم واللحم فليأت دار دُلَيم، فمات دُلَيم، فنادى مُنادى عُبادة بمثل ذلك، ثم مات عُبادة، فنادي منادي سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيتُ قيس بن سعد يفعل ذلك. وإسناده ليِّن لكنه يصلح في الشواهد.
وروي مثلُه عن محمد بن سيرين مرسلًا، عند مسدَّد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوُصيري (٣٩٨٩)، وأبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" (١٠٨٤) و (١٠٨٧)، وابن عساكر ٢٠/ ٢٦٤ و ٤٩/ ٤١٧، وابن الجوزي في "المنتظم" ٤/ ١٩٩، ورجاله ثقات أيضًا.
ورُوي دعاء سعد بن عُبادة وحده بنحو ما جاء هنا عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا لذلك، عند ابن أبي شيبة ٩/ ١٠٠، وهناد بن السَّرِيّ في "الزهد" (٧٣٩)، وابن أبي الدنيا في "قِرى الضيف" (٢١)، وأبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" (١٠٨٦)، وابن عساكر ٢٠/ ٢٥٥، وابن الجوزي في "المنتظم" ٤/ ١٩٩. ورجاله ثقات.
(١) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن مرسَلٌ، وقد روى الواقديُّ مثلَه بأسانيد أخرى، فأمكن تحسين الخبر إن شاء الله. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمد بن عمرو بن حزم.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٤٤٨ - ٤٤٩ عن زياد بن عبد الله البكّائي، والطبري في "تاريخه" ٢/ ٣٦٧ من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، فذكره ضمن قصة بيعة العقبة الثانية.
ويشهد له ما رواه ابن سعد في "طبقاته" ١/ ١٨٨ - ١٩٠ عن محمد بن عمر الواقدي بعدة أسانيد له، فذكر مثله في قصة بيعة العقبة الثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>