للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يَترحَّمُ على أُمَّةٍ لا يأخذُ الضعيفُ منكم حَقَّه من القَويّ غيرَ مُتَعْتَعٍ" (١).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن المحفوظ فيه أنه عن عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث مرسلًا، ليس فيه ذكر أبي سفيان كما سيُخرّجه المصنف نفسه برقم (٥١٩٨) عن محمد بن صالح بن هانئ عن إبراهيم بن أبي طالب، بمثل إسناده هذا الذي هنا، بإسقاط أبي سفيان من إسناده، وكذلك أخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (٧٢١) عن عُبيد الله بن عمر القواريري عن محمد بن جعفر غُنْدر، بهذا الإسناد، وكذلك رواه غير واحدٍ عن شعبة مرسلًا، فهو الصحيح المحفوظ.
وقد جزم البخاريُّ في "تاريخه الكبير" ٥/ ١٠١ بإرساله، وصحَّح البيهقيُّ في "سننه الكبرى" ١٠/ ٩٣ إرسالَه أيضًا، وأما ابن حجر فعندما ذكر هذه الطريق الموصولة التي هنا في "إتحاف المهرة" (١٧٧٤٩) قال: إن كان محفوظًا فهو صحيح متصل!
وقد جزم بعضُ من ألَّف في الصحابة بكون عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث صحابيًا، بهذه الرواية المرسلة، كالبغوي وابن عبد البر، وخالفهم غيرهم فقالوا: لا صحبة له ولا رؤية، كابنِ مَنْدَه وأبي نُعيم وابنِ الأثير، وهو معنى قول البخاري في "تاريخه" حين جزم بإرساله، وهذا هو الصحيح، إذ لا ذكر لعبد الله هذا في شيء من أخبار السيرة والمغازي مع رسول الله ، والله تعالى أعلم.
ولكن سيورده المصنف كما سيأتي بعده وبرقم (٥١٩٧) من طريق أخرى عن شعبة عن سماك بن حرب، قال: كنا مع مُدرك بن المهلّب بسجِستان، فسمعت شيخًا يحدث عن أبي سفيان بن الحارث، فذكره، فجزم المصنف بإثر الطريق الآتية برقم (٥١٩٧) بأنَّ هذا الشيخ المبهم في هذه الطريق وقع مصرحًا له في طريق محمد بن جعفر غُندَر عن شعبة، يعني أنه عبد الله بن أبي سفيان، نفسه، فكأنه يصحح الحديث موصولًا بذكر أبي سفيان في إسناده. وفي قوله هذا انظر كما قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٤/ ١٨٤. ويؤيد ما قاله ابن حجر أنَّ سماكًا ذكر في تلك الطريق أنَّ ذلك الشيخ حدثه وهو بسجِستان إذ كانوا مع مُدرك بن المهلَّب - وهو ابن أبي صُفْرة الأزدي - وإنما تولّى مدرك بن المهلّب سجِستان من قِبَل أخيه يزيد بن المهلّب أمير العراق وخراسان زمن سليمان بن عبد الملك بن مروان، أي: في سنة ست وتسعين فما بعدها، وكان عبدُ الله بن أبي سفيان قد قُتل في كربلاء مع الحُسين بن علي بن أبي طالب سنة إحدى وستين، فليس ذلك الشيخ المبهم الذي حدَّث سماكًا في سُرادق مدرك بن المهلَّب هو عبد الله بن أبي سفيان نفسَه بيقينٍ. فهي رواية أخرى لسماك عن شيخ آخر مبهم لم يُفصِح عنه، فصار لسماكٍ =

<<  <  ج: ص:  >  >>