وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١٠٥٧)، وابن عساكر ١٠/ ٤٧٢ - ٤٧٣ من طريقين عن قتيبة بن سعيد، به. وقد صحَّ عن بلال من قوله هو، كما أخرجه ابن عساكر ١٠/ ٤٧٥ من رواية أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي، عن محمد بن فُضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: بلغ بلالًا أنَّ ناسًا يفضلونه على أبي بكر، فقال: كيف تفضلوني عليه وإنما أنا حسنةٌ من حسناته. وذكر ابن المديني أنَّ قيسًا لم يلق بلالًا، قال العلائي ردًا عليه: فيه نظر، فإنَّ قيسًا لم يكن مدلّسًا، وقد ورد المدينةَ عقب وفاة النبي ﷺ والصحابة بها مجتمعون، فإذا روى عن أحدٍ فالظاهر سماعُه منه. قلنا لكن انفرد به بهذا الإسناد أبو هشام الرفاعي، وهو مختلف فيه، فمثله يُقبل حديثه في المتابعات والشواهد، وقد روي ما يَشهد لروايته من مرسل عامر الشعبي عند البَلاذُري في "أنساب الأشراف" ١/ ١٩٠، ورجاله ثقات، فالخبر حسنٌ بمجموع الطريقين إن شاء الله تعالى. (٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه اختُلف في وصله وإرساله، والأكثرون رووه عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير مرسلًا، قال الدارقطني في "العلل" (٣٥٣٧): المرسل هو الصواب أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وهو في "المصنّف" لأبي بكر بن أبي شيبة ١٢/ ١٠ عن أبي معاوية، عن هشام، عن أبيه مرسلًا. وكذلك أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٠٠٨) عن عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشام، عن أبيه مرسلًا. فظهر بذلك أنَّ رواية الوصل التي عند المصنف وهمٌ ممن دون أبي بكر بن أبي شيبة، والله أعلم. =