وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٠/ ٤٦٢ من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن الأوزاعي، عن النبي ﷺ مُعضَلًا، بلفظ: "خير السودان أربعة … " وذكر النجاشي أيضًا. ولم يقل في مهجع بأنه مولى رسول الله ﷺ. وأخرج الطبري في "تفسيره" ٢١/ ٦٧ عن العباس بن الوليد بن مَزْيَد العُذْري، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: جاء أسودُ إلى سعيد بن المسيب يسألُ، فقال له سعيد: لا تحزن من أجل أنك أسودُ، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان: بلالٌ، ومِهْجَع مولى عمر بن الخطاب، ولقمان الحكيم … كذا وصف مِهْجَعًا بأنه مولى عمر بن الخطاب، وهذا مقطوعٌ من قول ابن المسيَّب، وهذا الإسناد أصحُّ أسانيده إلى الأوزاعي، فهو الأشبه بالصواب في رواية الأوزاعي، والله أعلم. وفي الباب عن ابن عباس عند ابن حبان في "المجروحين" ١/ ١٨٠، والطبراني في "الكبير" ١١ (١١٤٨٢)، وابن عساكر ١٠/ ٤٦٢، وابن الجوزي في "الموضوعات" (١١٩٧) مرفوعًا بلفظ: "اتخذوا السودان فإنَّ ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشي وبلال المؤذن". قال ابن حبان: متن باطل لا أصل له قلنا: في إسناده أُبَين بن سفيان المقدسي قال عنه البخاري: لا يُكتب حديثُه، وقال ابن حبان: يجب التنكُّب عن أخباره. وفي الباب أيضًا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن النبي ﷺ عند ابن عساكر ١٠/ ٤٦٢، وأبي طاهر السِّلَفي في "أحاديثه عن جعفر السراج" (٣)، وابن الجوزي في "تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (٥٥) بلفظ: "سادة السودان أربعة لقمان الحبشي والنجاشي وبلال ومِهْجَع". وهذا معضل، فإنَّ ابن جابر من تبع الأتباع، فلا يصحُّ.