وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٧٦ عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. وقال في آخره بعد قوله: وقعت زيادته على دار العباس بن عبد المطلب: فذكر قصة وذكر فيها قصة الميزاب. وأخرجه البيهقي ٦/ ١٦٨، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٣٦٨ من طريق محمد بن عمرو بن الجراح الغَزِّي، عن الوليد بن مسلم، عن شعيب بن رُزيق وغيره، عن عطاء الخراساني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: لما أراد عمر بن الخطاب أن يزيد في مسجد رسول الله ﷺ … فذكر قصة دار العباس دون قصة الميزاب، وجعل الحديث مسندًا متصلًا بذكر أبي هريرة، ولو كان ذلك محفوظًا لكان الإسناد حسنًا، لكن رُوي هذا الحديث بسند رجاله ثقات عن سعيد بن المسيب ليس فيه ذكر أبي هريرة، وهو المحفوظ، والله تعالى أعلم. وأخرجه دون قصة الميزاب كذلك أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (١٧٥٣)، وأخرجه علي بن حرب الطائي في الجزء الثاني من "حديثه عن ابن عيينة" (١١)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (٢٧٣)، وابن عساكر ٢٦/ ٣٦٧، وأخرجه ابن حزم في "المحلى" ٧/ ٢٣٦ من طريق عبد الله بن الزبير الحميدي، ثلاثتهم (أحمد بن حنبل وعلي بن حرب والحميدي) عن سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم الثقفي، عن سعيد بن المسيب، مرسلًا، إلّا الحميدي، فقال في روايته: عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، قال: إنَّ عمر بن الخطاب والعباس بن عبد المطلب تحاكما. ورجاله ثقات، وسماع سعيد بن المسيب من أبي بن كعب محتمل، لأنَّ سعيدًا ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، وأبيّ بن كعب مات في خلافة عثمان على الصحيح، فلو ثبت ذكر أبي بن كعب لكان الإسناد صحيحًا، لكن قول الجماعة الذين أرسلُوه أولى بالقبول، ولعلَّ الحُميدي لما قال: عن أبي بن كعب، أراد عن قصة أبي بن كعب في تحكيم عمر والعباس إياه في خصومتهما، والله تعالى أعلم. =