(١) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن أبي رزين، وفي متنه نكارة، لأنه يخالف ما ثبت في "صحيح مسلم" (١٠٧٢) من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث، قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين - قالا لي وللفضل بن عباس - إلى رسول الله ﷺ، فكلماه فأمّرهما على هذه الصدقات، فأدّيا ما يؤدي الناسُ، وأصابا مما يُصيبُ الناسُ، قال: فبينا هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب، فوقف عليهما فذكرا له ذلك، فقال علي بن أبي طالب: لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل .... وفيه: أنَّ النبي ﷺ قال لهما: "إنَّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخُ الناس". وعليه فما ذهب إليه بعضُ أهل العلم من تصحيح حديث أبي رزين عن علي فيه نظرٌ، فقد صحَّحه الطبريُّ في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص ٢٣٥، وابنُ خزيمة (٢٣٩٠)، وحسَّنه ابن حجر في "المطالب العالية" (٩١٠)، وفي "مختصر زوائد البزار" (٧٩٩)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة" (٢٠٧٩)! سفيان: هو الثوري، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٤/ ٢٤، وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في "مسنديهما" كما في "المطالب العالية" (٩١٠)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٥١٤، والبزار (٨٩٥)، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص ٢٣٥، وابن خزيمة (٢٣٩٠)، والطحاوي في "أحكام القرآن" (٧٩٩)، وفي "مشكل الآثار" (٤٣٨٩)، وفي "معاني الآثار" ٢/ ١١ من طُرق عن قبيصة بن عُقبة، بهذا الإسناد. غير أنَّ يعقوب بن سفيان وابن خزيمة لم يذكرا في الإسناد أبا رزين، إنما جعلاه من رواية ابنه عن عليٍّ مباشرة، والمحفوظ ذكر أبيه.