وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (١٣٩٤)، والبزار (٩٦٨)، وابن عدي ١/ ٣٣٣، وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النَّبِيّ ﷺ " (٤٨٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٨/ ٣٩٢ - ٣٩٣ من طرق عن إسحاق بن إدريس الأسواري، بهذا الإسناد. وقد روى هذا الخبرَ حمادُ بنُ سلمة عند إسحاق بن راهويه في "مسنده" (١٩٧٧) عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا: أنَّ رسول الله ﷺ مبعث ليلة الأحزاب الزبير ورجلًا آخر، في ليلةٍ قَرَّةٍ، فنظرا ثم جاءا ورسول الله ﷺ في مِرْطٍ لأم سلمة، فأدخلهما في المرط، ولزق رسول الله ﷺ بأم سلمة. كذلك رواه مرسلًا، لم يذكر فيه عبدَ الله بنَ الزبير ولا أباهُ الزبير. وقد ظهر بهذه الرواية المرسلة أن هذا كان ليلة الأحزاب، وإذا ثبت ذلك فقد جاء من طرق عن حذيفة بن اليمان: أن النَّبِيّ ﷺ بعثه وحده ليلة الأحزاب ليأتيه بخبرهم، فجاءهم حذيفة وعرف خبرهم، ثم عاد إلى رسول الله ﷺ فرأى رسولَ الله ﷺ يصلِّي في مرطٍ لبعض نسائه مرحَّل، قال: فلما رآني أدخلني إلى رحله، وطرح عليَّ طرف المرط، ثم ركع وسجد وإنه لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر. هكذا جاء عند أحمد ٣٨/ (٣٥٨)، وفي رواية مسلم (١٧٨٨) قال: فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتَّى أصبحتُ. فكأنَّ حذيفة هو الرجل الآخَر الذي ورد ذكره في مرسل عروة بن الزبير، لكن ليس فيه هنا أنَّ أحدًا من نسائه كانت في المرط، إنما كان المرط لبعض نسائه، وفرقٌ بين الأمرين، وحديث حذيفة أثبت وأَولى بالقبول من مرسل عروة، والله أعلم.