ومرسل الحكم بن عتيبة عند إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "المطالب العالية" للحافظ ابن حجر (٤٤٠٣/ ١ و ٢)، ورجاله ثقات أيضًا. ورواية الأسود بن قيس عن رجل رأى الزبير عند ابن أبي شيبة ١٥/ ٢٨٣، والدولابي في "الكنى" (٦٧)، وابن عساكر ١٨/ ٤٠٦. وعليه فما قاله الذهبي في "تلخيصه" بأنَّ في هذا الحديث نظرًا، فغير مُسلَّم له. وقد جاء بسند صحيح عن ابن عباس عند ابن سعد ٣/ ١٠٢، والبلاذُري في "أنساب الأشراف" ٩/ ٤٣٠ - ٤٣١: أنَّ ابن عباس أتى الزبير، فقال: أين صفيّة بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب؟! قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جُرموز فقتله، فأتى ابن عباس عليًا، فقال: إلى أين قاتلُ ابن صفيّة؟ قال عليّ: إلى النار. كذلك جاء في رواية ابن عباس أنه هو من قال للزبير ما جعله ينصرف عن أصحاب الجمل، ولا يمتنع أن يكون كلٌّ من عليٍّ وابن عباس قد ذكّره بما ذكَّره به، فانصرف. (١) قوي لغيره كسابقه، وهذا إسناد وهم فيه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، فقد خالفه يعقوب بن إبراهيم الدورقي الثقة الحافظ عند أبي يعلى (٦٦٦)، فرواه عن أبي عاصم - وهو الضحّاك بن مَخْلَد النبيل - عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي، عن جده عبد الملك بن مسلم الرقاشي، عن أبي جرو المازني، قال: شهدت عليًا والزبير. وكذلك رواه جعفر بن سليمان الضُّبعي عن عبد الله بن محمد الرقاشي كما سيأتي عند المصنّف برقم (٥٦٧٥) و (٥٦٧٦).