للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في قومِه دَمًا فهَرَب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشْهَل، فسمّاه قومُه اليَمَانَ لأنه حالف اليَمانِيَةَ، شهد حذيفةُ وأبوه حُسَيلٌ وأخوه صفوانُ أُحُدًا، فأما أبوه فقَتَله بعضُ المسلمين يومَئذٍ وهو يَحسَبُه من المشركين، فتصدَّق حذيفةُ بدِيَتهِ على المسلمين، وأما حذيفةُ فشَهِدَ مع رسولِ الله مَشاهِدَه بعد بدر، وعاش إلى أول خلافة عليٍّ سنة ستٍّ وثلاثين، وزعم بعضُهم أنه مات بالمدائن سنة خَمس وثلاثين بعد مَقتَل عُثمانَ بأربَعينَ ليلةً (١).

٥٧٢٤ - أخبرَناه الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: مات حذيفة سنة ستٍّ وثلاثين، وقيل: إنه ماتَ بعد عُثمان بأربَعينَ يومًا (٢).

٥٧٢٥ - أخبرني مَخلَد بن جعفر الباقَرْحِي، حدثنا محمد بن جَرير، قال: هذا القولُ خطأٌ وأظنُّ بصاحبِه إما أن يكون لم يَعرِف وقتَ الذي (٣) قُتِل فيه عثمانُ، وإما أن يكون لم يُحسِن أن يَحسُب، وذلك أنه لا خِلافَ بين أهل السِّيَر كلهم أن عثمانَ قُتل في ذي الحِجّة من سنة خمسٍ وثلاثين من الهِجْرة، وقالت جماعةٌ منهم: قُتل لاثنتي عشرةَ ليلةً بَقِيَت منه، فإذا كان مَقتَلُه في ذي الحِجّة، وعاش حذيفةُ بعده أربعينَ ليلةً، فذلك في السنة التي بعدَها.

٥٧٢٦ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني،


(١) انظر "مغازي محمد بن عُمر الواقدي" ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤، و "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٩/ ٣١٩. وممّن قال: مات حذيفة سنة خمس وثلاثين أبو حفص عمرو بن علي الفلّاس، لكن الجمهور على أنَّ حذيفة مات سنة ست وثلاثين. انظر "تاريخ دمشق" لابن عساكر ١٢/ ٣٠٠ - ٣٠١ و"بغية الطلب في تاريخ حلب" لابن العَديم ٥/ ٢١٥٧ - ٢١٥٩.
(٢) وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٣٠١٤) عن عبيد بن غَنّام، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١٨٥٦)، ومن طريقه ابن عساكر ١٢/ ٣٠١ من طريق محمد بن عبدوس بن كامل، كلاهما عن محمد بن عبد الله بن نُمير. دون عبارة: وقيل: إنه مات بعد عثمان بأربعين ليلة.
(٣) لفظة "الذي" من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>