للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح له شاهد، وتفسير الصحابي عندهما مُسنَد (١).

٤٢٨ - أخبرني أحمد بن محمد بن سَلَمة العَنَزي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طَلْحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ يعني: أهلَ الفقه والدِّين، وأهلَ طاعة الله الذين يُعلِّمون الناس معانِيَ دينهم، ويأمرونهم بالمعروف ويَنهوَنَهم عن المنكَر، فأوجَبَ اللهُ طاعتَهم (٢).

وهذه أحاديث ناطقة بما يَلزَمُ العلماء من التواضع لمن يعلِّمونهم:

٤٢٩ - أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السَّيّاري بمرو، أخبرنا أبو الموجِّه، أخبرنا عَبْدانُ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن مصعب بن سعد: أنَّ حَفْصةَ قالت لعمر: ألا تَلْبَسُ ثوبًا أليَنَ من ثوبك، وتأكلُ طعامًا أطيبَ من طعامك هذا، وقد فَتَحَ اللهُ عليك الأمرَ وأوسَعَ إليك الرّزق؟ فقال: سأخاصمُك إلى نفسك، فَذَكَرَ أمر رسول الله وما كان يلقى من شِدَّة العيش، فلم يَزَلْ يَذكُرُ حتى بَكَتْ، فقال: إني قد قلت لأُشارِكنَّهما في مثل عيشهما الشديد، لعلي أُدرِكُ معهما عيشَهما الرِّخِيَّ (٣).


(١) انظر تعليقنا على هذه المسألة عند الحديث رقم (٧٣).
(٢) حسن إن شاء الله، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، لكن ذهب جمهور أهل الحديث إلى أنَّ بينهما فيما يرويه عنه من التفسير مجاهدًا أو سعيد بن جبير أو عكرمة، وعليٌّ هذا صدوق حسن الحديث، وكذا عبد الله بن صالح إذا توبع أو جاء ما يشهد لحديثه.
وأخرجه البيهقي في "المدخل" (٢٦٦) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري ٥/ ١٤٩، وابن المنذر (١٩٢٩)، وابن أبي حاتم ٣/ ٩٨٩ - ثلاثتهم في "التفسير" - والطحاوي في "مشكل الآثار" ٤/ ١٨٥ - ١٨٦ من طرق عن عبد الله بن صالح، به.
(٣) إسناده حسن إن كان مصعب بن سعد سمعه من حفصة بنت عمر، وإلّا فهو مرسل. أخو إسماعيل: هو النعمان بن أبي خالد كما جاء مسمًّى في رواية محمد بن بشر في بعض المصادر، ووثَّقه العجلي، وقال أحمد في "سؤالات المرُّوذي" (١٩٤): ليس به بأس، وذكره ابن أبي حاتم في =

<<  <  ج: ص:  >  >>