للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح الإسناد! فإنَّ عمر بن راشد شيخ من أهل الجارِ (١) من ناحية المدينة، قد روى عنه أكابر المحدِّثين.

٤٣٩ - حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو سهل بِشْر بن سهل، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حَرْمَلة الأسلَمي، عن سعيد بن المسيّب قال: لمّا وَلِيَ عمرُ بن الخطَّاب خَطَبَ الناسَ على مِنبَر رسول الله ، فحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إني قد علمتُ أنكم تُؤنِسون مني شِدَّةً وغِلظةً، وذلك أني كنتُ مع رسول الله فكنت عبدَه وخادَمه، وكان - كما قال الله - بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، فكنت بين يديهِ كالسيفِ المسلول إلّا أن يَغمِدَني أو ينهاني عن أمرٍ، فأكُفَّ، وإلّا أقدمتُ على الناس لمكان لِينِه (٢).

هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو صالح فقد احتَجَّ به البخاري، فأما سماع سعيد عن عمر فمُختلَف فيه، وأكثر أئمَّتِنا على أنه قد سمع منه، وهذه ترجمة معروفة في المسانيد.

٤٤٠ - أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب الفقيه، حدثنا سَهْل بن عمَّار، حدثنا مُحاضِر بن المورِّع، حدثنا سعد بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن أبي عمرو،


(١) تحرَّف في (ب) والمطبوع إلى: الحجاز. والجارُ مدينة كانت على ساحل البحر الأحمر غرب المدينة المنورة.
(٢) إسناده إلى سعيد بن المسيب حسن إن شاء الله، وهو عن عمر مرسل، فإنَّ سعيد بن المسيب لم يكن إذ ذاك قد وُلدَ، فإنَّ ولادته كانت لسنتين مضتا من خلافة عمر، لكن مراسيله عند جمهور أهل العلم قوية، ومع ذلك قال الذهبي في "تلخيصه": حديث منكر.
وأخرجه البيهقي في "الاعتقاد" ص ٣٦٠ - ٣٦١ عن أبي عبد الله الحاكم وآخرين معه، بهذا الإسناد - بأطول ممّا هنا.
وأخرجه كذلك اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (٢٥٢٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٤/ ٢٦٤ - ٢٦٥ و ٢٦٥ - ٢٦٦ من طرق عن عبد الله بن صالح، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>