وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" (٢٦٥١): هذا حديث منكر، يمكن أن يكون: حميد عن الحسن عن النَّبِيّ ﷺ. يعني مرسلًا ليس فيه ذكر أنس، بينما جزم بذلك في (٢٦٦٦) فقال: إنما هو عن الحسن عن النَّبِيّ ﷺ، وأما عن أنس؛ فليس بمحفوظ. وكذا جزم بذلك الدارقطنيُّ في "العلل" (٢٤٣٩)، فقال: والصحيح عن معتمر عن حميد عن الحسن مرسلًا. قلنا: ولم نقف عليه عن الحسن مرسلًا. وأخرجه ابن ماجه (١٠١) عن أحمد بن عبدة والحسين بن الحسن المروزي، والترمذي (٣٨٩٠) عن أحمد بن عبدة الضبي، كلاهما عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أنس. وخالفهما المسيبُ بن واضح عند ابن حبان (٧١٠٧)، فرواه عن المعتمر، عن حميد، عن الحسن البصري، عن أنس فزاد فيه بين حميد وأنس الحسن البصري. والمسيب ضعيف، وبعضهم عدَّه متروكًا، وقال ابن عدي: له حديث كثير عن شيوخه، وعامة ما خالف فيه الناسَ هو ما ذكرتُه لا يتعمّده، بل كان يشبه عليه، وهو لا بأس به، وأورده ابن حبان في "ثقاته". انظر "لسان الميزان" ٨/ ٧١. قال الدارقطني في "العلل": واختلف عن المسيب أيضًا؛ فقيل: عنه عن معتمر عن حميد عن الحسن عن أنس. وقال ابن أبي داود عنه عن معتمر عن حميد عن أنس. قلنا: وهذا من ضعف المسيب، والله أعلم. وأخرجه ابن سمعون الواعظ في "الأمالي" (٦٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٠/ ١٣٦ من طريق الخليل بن زكريا الشيباني، حَدَّثَنَا محمد بن ثابت، حدثني أبي ثابتٌ البناني، عن أنس. وإسناده تالف لا يفرح به، الخليل متهم، وابن ثابت ضعيف. وانظر الحديثين بعده.