وأخرجه الطحاوي في "السنن المأثورة" (٤٠٨)، والبيهقي في "معرفة السنن" (٢٣٨) و (٢٣٩) من طريق محمد بن إدريس الشافعي، عن عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مرسلًا. وهذا إسناد صحيح إلى محمد التيمي. ويشهد له حديث أسيد بن حضير نفسه عند البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ٤٣٩، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٧٣٩) و (١٧٧٠)، وأبي يعلى (٩٤٥)، وابن حبان (٧٢٧٩)، والطبراني (٥٦٨)، ورواية بعضهم مختصرة، وإسناده حسن. وأخرج أحمد ٣١/ (١٩٠٩٢) و (١٩٠٩٤)، والبخاري (٣٧٩٢) و (٧٠٥٧)، ومسلم (١٨٤٥)، والترمذي (٢١٨٩)، والنسائي (٥٩٠١) و (٨٢٨٦) من طريق أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير: أنَّ رجلًا من الأنصار قال: يا رسول الله، ألا تستعملني كما استعملت فلانًا؟ قال: "ستلقَون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقَوني على الحوض". ولقوله: "أعفة صُبُر" انظر الحديث قبله. وسيأتي عند المصنف (٧٢٧٦) حديثُ جابر، وفيه أنَّ النبيَّ ﷺ قال للأنصار: "جَزَى الله الأنصار عنَّا خيرًا". قوله: "أثَرة" قال صاحب القاموس (أثر): محركة، والأُثرة بالضم وبالكسر، وكالحُسني؛ يعني أُثْرَى، وهي الاستئثار. قال صاحب "النهاية": أراد أنه يستأثر عليكم، فيُفضل غيركم في نصيبه من الفيء. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد - وهو المازني - فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقد صحَّ من غير هذا الطريق كما سيأتي. =