للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (٨٠٤) من طرق عن جبير بن نفير، عن عمرو بن عبسة. وجبير بن نفير كان يرسل، ولم يصرِّح بسماعه من عمرو بن عبسة، ولم نقف له على رواية ذكر فيها سماعًا منه، وذكر البخاري في ترجمته من "تاريخه الكبير" ٢/ ٢٢٣ من سمع منهم، فلم يذكر عمرَو بنَ عبسة، والله تعالى أعلم.
وفي الباب عن معاذ بن جبل قال: كان النبي في دارنا يعرض الخيل، قال: فدخل عليه عيينة بن حصين، فقال للنبي : أنت أبصرُ بالخيل مني، وأنا أبصرُ بالرجال منك، فقال النبيُّ : "فأيُّ الرجال خير؟ " فقال: رجال يحملون سيوفَهم على عواتقهم، ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم، ويلبسون البرود من أهل نجد، فقال النبي : "كذبتَ، خيارُ الرجال رجال ذي يمن، الإيمانُ يمان، وأكثرُ قبيلة في الجنة مذحج، ومأكولُ حمير خيرٌ من آكلها، حضرموت خيرٌ من كِندة، فلعن الله الملوكَ الأربعة: جمدًا ومشرحًا ومخوسًا وأبضعًا، وأختَهم العمرَّدة". رواه الطبراني في "الكبير" ٢٠/ (١٩٢) من طريق خالد بن معدان، عن معاذ، وخالد لم يسمع من معاذ، فهو منقطع.
ويشهد لقوله: "الإيمان يمان" حديثُ أبي هريرة عند البخاري (٣٤٩٩)، ومسلم (٥٢).
ولقوله: "عصية عصت الله ورسوله" حديثًا أنسٍ وابنِ عمر عند البخاري (٢٨١٤) و (٣٥١٣)، ومسلم (٦٧٧) (٢٥١٨). وسيأتي من حديث سلمة بن الأكوع عند المصنف برقم (٧١٥٨).
ولقوله: "أسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله يوم القيامة" حديثُ أبي هريرة عند البخاري (٣٥٢٨)، ومسلم (٢٥٢١). وانظر حديثي أبي أيوب وأبي هريرة التاليين عند المصنف.
فائدة: الملوك الأربعة الذين لُعنوا في هذا الخبر؛ ذكر ابن سعد في "الطبقات" ٧/ ١٣ أنهم كانوا وفدوا على النبي مع الأشعث بن قيس، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النُّجير، وإنما سُموا ملوكًا لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكه بما فيه. وقد ذكرهم ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص ٤٢٨.
والنُّجير؛ ذكر ياقوت في "معجمه": أنه حصن باليمن قرب حضرموت منيع، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر ، فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة (١٢) للهجرة. وفي تحديده خلاف، انظر "معجم ما استعجم" للبكري ٤/ ١٢٩٩.
قوله: "على مناسج خيولهم" جمع مِنسج بكسر الميم، وهو للفرس بمنزلة الكاهل للإنسان.
ولخم وجُذام: قبيلتان من اليمن. =

<<  <  ج: ص:  >  >>