للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الدَّيلم، حَدَّثَنَا أبو بُرْدة، حَدَّثَنَا أبو موسى قال: كان اليهودُ يَتعاطَسُون عند النَّبِيِّ يَرجُونَ أن يقولَ لهم: يَرحمُكم الله، وكان يقول لهم: "يَهدِيكم الله ويُصلِحُ بالَكم" (١).

هذا حديث متّصل الإسناد، وهذا الخبرُ ليس بخلاف الأخبار المأثورةِ الصحيحةِ المتفقِ عليها في الجامعين الصحيحين للإمامين محمِّد بن إسماعيل ومسلم بن الحجَّاج، لأنَّ من السُّنن الصحيحة أن يقولَ المسلمُ لأخيه العاطس: يرحمُك الله، فيجيبُه بأن يقول: يَهدِيكم الله ويُصلِحُ بالكم.

وكان يقول لليهود إذا عطسوا: "يَهدِيكم الله ويُصلحُ بالكم" بدلَ ما أمرَ أن يُقال للمسلم إذا عطس: يرحمُكم الله.

فالمحتجُّ بذلك ليس يُميِّز بين العاطس والمُشمِّت، وقد دعا النبيُّ لنفسه وللمسلمين بالهداية في أخبارٍ كثيرة يطولُ شرحُها في هذا الموضع، وقد أمرَ النَّبِيُّ خليلَه وصفيَّه وخَتَنَه عليَّ بن أبي طالب أن يسأل الله الهدايةَ:

٧٨٩٣ - كما أخبرَناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمَرْو، حَدَّثَنَا سعيد بن مسعود، حَدَّثَنَا النَّضْر بن شُمَيل، أخبرنا شُعْبة، عن عاصم، عن زِرٍّ، عن عليٍّ قال: قال رسول الله : "يا عليُّ، سَلِ الله الهُدى والسَّدادَ، واذْكُرْ بالهُدى هِدايتَك الطريقَ، وبالسَّدادِ تسديدَك السَّهمَ" (٢).


(١) إسناده صحيح. أبو نعيم هو الفضل بن دُكين، وقبيصة: هو ابن عقبة السوائي، وسفيان: هو الثَّوري، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرجه أحمد (٣٢/ ١٩٥٨٦) و (١٩٦٨٤)، وأبو داود (٥٠٣٨)، والترمذي (٢٧٣٩)، والنسائي (٩٩٩٠) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
قوله: "يتعاطسون" أي: يتكلَّفون العطاس.
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن بهدلة زرّ: هو ابن حبيش.
وأخرجه البزار في "مسنده" (٥٦٢)، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ٢٨٣، والخطيب في "تاريخ بغداد" ٤/ ٥٤ من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وقال البزار: أحسب أنَّ أبا خالد أخطأ في إسناده، لأنَّهُ لم يتابعه على هذا الحديث بهذا الإسناد =

<<  <  ج: ص:  >  >>