وأخرجه ضمن حديث أيضًا أحمد ٢١/ (١٣٣٨١) و (١٣٨٥١)، ومسلم (٢٣٣٠) (٨٢)، وابن حبان (٦٣١٠) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس بلفظ: تكفأ. قوله: "يتوكأ" أي: يعتمد على عصا ونحوها، وصورته ميل الماشي إلى قدّام. والبعض كابن الأثير حمل التكفؤ على هذا المعنى، والمعروف في وصف مِشيته ﷺ أنه كان يمشي بشدة وسرعة، لذلك قال عليٌّ في وصفه ﷺ في الحديث السالف برقم (٤٢٣٩): إذا مشى تكفّأ تكفُّؤًا كأنما ينحطّ من صَبَب، وهو المنحدَر، وفي حديث لَقِيط بن صبرة السالف برقم (٥٣٠) قال: جاء رسول الله ﷺ يتقلّع يتكفّأ، والمعنى: كان إذا مشى رفع رجليه عن الأرض بقوة. وفي حديث ابن عباس عند أحمد ٥/ (٣٠٣٣): كان إذا مشى مشى مجتمِعًا ليس فيه كسلٌ. تنبيه: تكرر عقب هذا الحديث في النسخ الخطية الحديثُ ذاته من عند ابن أبي مريم إلى نهايته، لذلك حذفناه. (١) إسناده قوي من أجل أبي قلابة - واسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي - وقريش بن أنس أحدُ الثقات إلّا أنهم ذكروا أنه اختلط قبل موته بست سنين، وقيّده البخاري في "التاريخ الأوسط" ٤/ ٩٢٩ بأنَّ اختلاطه كان في بيته، يعني أنه لم يحدث في هذه السنين، وعليه فلا أثر لاختلاطه في مروياته. وتعنّت ابن حبان فذكر أنه ظهر في روايته أشياء منكرة، وساق له هذا الحديث الواحد، مع أنه قد توبع. ولم يذكره ابن عدي في "كامله" مع تحرّيه ذكر أصحاب المناكير ومنكراتهم من الرواة. وأما سماع الحسن البصري من سمرة، فصحيح كما بينّاه عند الحديث السالف برقم (١٥١). =