وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٢٩٢/ ١٥، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٨١٤)، والطبراني في "الكبير" (١١٠٦٩)، و "الأوسط" (١١٩)، والبيهقي ١٠/ ٨٢ من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. ووقع في هذه الطرق: قيل للأعمش: سمعتَه من مجاهد؟ قال: لا، حدثني به ليث بن أبي سليم. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١١١٤٣)، و "الأوسط" (٦٨٧٢)، و"الصغير" (٨٧٦) من طريق عبد العزيز بن الحُصين، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، في قول الله: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ قال: إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت. قال: هي لرسول الله ﷺ خاصة، وليس لأحد منا أن يستثني إلَّا بصلة اليمين. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن أبي نجيح إلَّا عبد العزيز بن الحصين، تفرَّد به الوليد بن مسلم قلنا: وعبد العزيز بن الحصين ضعيف. وأخرج الطبراني في "الكبير" (١٢٨١٧)، و "الأوسط" (٩٣٠) من طريق سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد، عن ابن عباس: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ أن تقول: إن شاء الله. وسنده صحيح. قال ابن كثير في "تفسيره": ومعنى قول ابن عبّاس: أنه يستثني ولو بعد سنة أي: إذا نسي أن يقول في حلفه أو كلامه: إن شاء الله، وذكر ولو بعد سنة، فالسُّنة له أن يقول ذلك، ليكون آتيًا بسنّة الاستثناء، حتى ولو كان بعد الحنث قاله ابن جَرِير ﵀ ونصَّ على ذلك، لا أن يكون ذلك رافعًا لحنث اليمين ومسقطًا للكفارة، وهذا الذي قاله ابن جَرِير ﵀ هو الصحيح، وهو الأليَق بحمل كلام ابن عبّاس عليه، والله أعلم. ثم قال: ويحتمل في الآية وجه آخر، وهو أن يكون الله ﷿ قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكرُ الله تعالى؛ لأنَّ النسيان منشؤه من الشيطان، كما قال فتى موسى: ﴿وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا