للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: إذا حَلَفَ الرجلُ على يمين فله أن يستثنيَ ولو إلى سنةٍ، وإنما نزلت هذه الآية في هذا: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: ٢٤]، قال: إذا ذكرَ استَثنَى (١).


(١) إسناده ضعيف، الأعمش - وهو سليمان بن مِهْران - لم يسمعه من مجاهد وهو ابن جبر - إنما سمعه من ليث بن أبي سليم عن مجاهد كما أخبر هو نفسه. وقد ذكرُ غير واحد من أهل العلم كابن المنذر في "الأوسط" ١٢/ ١٥٩ وابن حزم في "المحلى" ٨/ ٤٥ أنَّ هذا الرأي منسوب لمجاهد، لذلك نُرى أنَّ ليث بن أبي سليم - وهو ضعيف - وصله بذكر ابن عبّاس، وإنما هو من قول مجاهد، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٢٩٢/ ١٥، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٨١٤)، والطبراني في "الكبير" (١١٠٦٩)، و "الأوسط" (١١٩)، والبيهقي ١٠/ ٨٢ من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. ووقع في هذه الطرق: قيل للأعمش: سمعتَه من مجاهد؟ قال: لا، حدثني به ليث بن أبي سليم.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١١١٤٣)، و "الأوسط" (٦٨٧٢)، و"الصغير" (٨٧٦) من طريق عبد العزيز بن الحُصين، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، في قول الله: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ قال: إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت. قال: هي لرسول الله خاصة، وليس لأحد منا أن يستثني إلَّا بصلة اليمين.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن أبي نجيح إلَّا عبد العزيز بن الحصين، تفرَّد به الوليد بن مسلم قلنا: وعبد العزيز بن الحصين ضعيف.
وأخرج الطبراني في "الكبير" (١٢٨١٧)، و "الأوسط" (٩٣٠) من طريق سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد، عن ابن عباس: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ أن تقول: إن شاء الله. وسنده صحيح.
قال ابن كثير في "تفسيره": ومعنى قول ابن عبّاس: أنه يستثني ولو بعد سنة أي: إذا نسي أن يقول في حلفه أو كلامه: إن شاء الله، وذكر ولو بعد سنة، فالسُّنة له أن يقول ذلك، ليكون آتيًا بسنّة الاستثناء، حتى ولو كان بعد الحنث قاله ابن جَرِير ونصَّ على ذلك، لا أن يكون ذلك رافعًا لحنث اليمين ومسقطًا للكفارة، وهذا الذي قاله ابن جَرِير هو الصحيح، وهو الأليَق بحمل كلام ابن عبّاس عليه، والله أعلم.
ثم قال: ويحتمل في الآية وجه آخر، وهو أن يكون الله ﷿ قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكرُ الله تعالى؛ لأنَّ النسيان منشؤه من الشيطان، كما قال فتى موسى: ﴿وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>