ويغلب على ظننا أنَّ ذلك وهمٌ من الحاكم، فكل من روى الحديث رواه من طريق يزيد لا بُرْد، وقد نصَّ العقيلي أيضًا في ترجمة يزيد بن سنان التميمي من "الضعفاء" على تفرَّد يزيد به، فقال: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به. (٢) حديث حسن إن شاء الله بما بعده، وهذا إسناد ضعيف من أجل يزيد بن سنان وهو التميمي - الذي سمّاه المصنِّف بُردًا. أبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل الثقفي الكوفي. وأخرجه الترمذي (٢٤٥٠) عن أبي بكر بن أبي النضر عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث أبي النضر. قال الرامهرمزي في "أمثال الحديث": هذا من أحسن كنايةٍ وأوجزها وأدلها على معنى لا يتعلق بشيء من لفظه، ومعناه: من خاف النارَ جدِّ في العمل، ومن جدِّ في العمل وصل إلى الجنة، فجعل خائف النار بمنزلة المسافر الذي يخاف فوتَ المنزل غير حل مُدلِجًا. والإدلاج: السيرُ من أول الليل، وجُعلت [الجنة] غاليةً لشرفها وسروها، ولأنها لا تُنال بالهُوَينى والتقصير، إنما تُنال بمجاهدة النفس، ومغالبة الهوى، وترك الشهوات. (٣) تحرَّف في (ز) و (ك) و (ب) إلى: عن أُبيّ، وفي (م) إلى: عن بن أبيّ.