للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سعدٌ على سلمان يعودُه، قال: فبَكَى فقال له: سعد ما يُبكيكَ يا أبا عبد الله؟ توفِّي رسولُ الله وهو عنك راضي، وتَرِدُ عليه الحوضَ، وتلقَى أصحابَك، قال: فقال سلمان: أمَا إني لا أبكي جَزَعًا من الموت، ولا حِرصًا على الدنيا، ولكنَّ رسولَ الله عَهِدَ إلينا عهدًا حيًا وميتًا، قال: "لِتكُنْ بُلْغةُ أحدِكم من الدنيا مثلَ زادِ الراكب"، وحولي هذه الأساودةُ. قال: وإنما حولَه إجَّانةٌ وجَفْنَةٌ ومَطْهَرة، فقال له سعدٌ: يا أبا عبد الله، اعهَدْ إلينا بعهدٍ نأخُذ به بعدَك، قال: فقال: يا سعدُ، اذكُرِ الله عند همِّك إذا هَمَمتَ، وعند يدِك إذا قَسَمتَ، وعند حُكمِك إذا حَكَمتَ (١).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن الواسطة بين أبي سفيان وهو طلحة بن نافع - وبين صحابيي الحديث مبهمة، لكن قد جاء من غير وجه.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٩٩١٠) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (١٦)، وابن سعد في "الطبقات" ٤/ ٨٤، وابن أبي شيبة في "المصنف" ١٣/ ٢٢٠، وفي "المسند" (٤٦٠)، وأحمد في "الزهد" (٨٢٥)، وهناد في الزهد (٥٦٦)، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ١٩٥ - ١٩٦، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢١/ ٤٥١ من طريق أبي معاوية به.
وأخرجه ابن الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (٨٧)، والبيهقي في "الشعب" (٩٩١١)، وابن عساكر ٢١/ ٤٥١ من طريق زائدة بن قدامة، وابن عساكر ٢١/ ٤٥١ - ٤٥٢ من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن سعد. ليس فيه المبهم.
وأخرجه أبو نعيم ١/ ١٩٥ من طريق محمد بن عيسى الدامغاني، عن جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال دخل سعد … فذكره، فزاد فيه جابرًا. وقال عقبه كذا: رواه الدامغاني عن جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. قلنا: يشير إلى وهم الدامغاني في ذلك، فرواية ابن عساكر عن جرير نفسه ليس فيها ذكرُ، جابر، ولا رواية زائدة عن الأعمش.
وأخرجه بنحوه أحمد ٣٩ / (٢٣٧١١) من طريق الحسن البصري وابن حبان (٧٠٦) من طريق عامر بن عبد الله، فذكراه عن سلمان مرسلًا.
وورد من طريق سعيد بن المسيب ومورق العجلي كلاهما عن سلمان، انظرهما مع تخريجهما في "مسند أحمد". وذكرنا هناك شواهده.
قوله: "حولي هذه الأساودة" قال ابن الأثير: يريد شُخوصًا من متاع عنده، وكل شخص من إنسان =

<<  <  ج: ص:  >  >>