للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله، فقال: "فكيف تراهُ؟ " قلتُ: إذا سأل أعطي، وإذا حَضَر دَخَل.

قال: ثم سألني عن رجل من أهل الصُّفّة، فقال: "هل تعرفُ فلانًا؟ " قلتُ: لا يا رسول الله، قال: فما زال يُحلِّيه ويَنْعتُه حتى عرفتُه، قال: قلت: نعم يا رسولَ الله، قال: "فكيف تراهُ؟ " قلت: رجلٌ مِسكينٌ من أهل المسجد، قال: "هو خيرٌ من طِلاعِ الأرض مثلَ الآخَر" قلت يا رسول الله، أفلا يُعطَى من بعض ما يُعطى الآخَر، قال: "إنْ يُعطَ فهو أهلُه، وإن يُصرَفْ عنه فقد أُعطيَ حسنةً" (١).

هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه بهذه السِّياقة، إنما خرَّجاه من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذرٍّ مختصرًا.

٨١٢٨ - أخبرنا عَبْدان بن يزيد الدَّقَّاق بهَمَذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو مُسهِر، حدثني صَدَقة بن خالد، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني عُروة بن محمد بن عطيّة، حدثني أبي، أنَّ أباه أخبره قال: قَدِمتُ على رسولِ الله في أناسٍ من بني سعد بن بكر، وكنتُ أصغرَ القوم فخلَّفوني في رحالِهم، ثم أتَوا رسولَ الله فقَضَى من حوائجِهم، ثم قال: "هل بقي منكم من أحدٍ؟ " قالوا: نعم، غلامٌ معنا خلَّفْناه في رِحالِنا. فأمرهم أن يَبعثُوا إليّ، فأَتوني فقالوا: أَجِبْ رسولَ الله ، فأتيتُه، فلما رآني قال: "ما أغناكَ اللهُ فلا تسألِ الناس شيئًا، فإنَّ اليد العُلْيا هي المُنطِيَة، وإنَّ اليد السُّفلى هي المُنْطاة، وإنَّ مالَ الله تعالى لمسؤولٌ ومُنْطًى"، قال:


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن صالح، وقد توبع.
وأخرجه النسائي (١١٧٨٥) من طريق الليث بن سعد، وابن حبان (٦٨٥) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه مختصرًا أحمد ٣٥/ (٢١٣٩٤) و (٢١٣٩٨)، وابن حبان (٦٨١) من طريق خَرَشة بن الحرّ، وأحمد (٢١٣٩٦) و (٢١٣٩٧) من طريق زيد بن وهب، كلاهما عن أبي ذر.
قوله: "طِلاع الأرض" أي ما يملؤها حتى يطلعَ عنها ويسيل. قاله ابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>