للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا أبو الوليد الطَّيَالسي، حدثنا أبو عَوَانة عن عبد الملك بن عُمير، عن ورَّاد كاتب المغيرة، عن المغيرة بن شُعْبة، قال: قال سعد بن عُبَادة: لو رأيتُ رجلًا مع امرأة .. (١) لضربتُه بالسيف غيرَ مُصْفَح، فبلغ ذلك رسولَ الله ، فقال: "أَتعجبونَ من غَيْرةِ سعد، فوالله لأنا أَغْيرُ منه، واللهُ أَغْيرُ مني، ومن أجل غَيْرَةِ الله حرَّمَ الفواحش ما ظهرَ منها وما بطَنَ، ولا شخصَ أَغْيرُ من الله، ولا شخصَ أحبُّ إليه العُذْرُ، من أجل ذلك بعثَ اللهُ المرسَلين مُبشِّرِينَ ومُنذِرين، ولا شخصَ أحبُّ إليه من الله، من أجل ذلك وَعَدَ الجنَّةَ" (٢).

٨٢٦١ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا مُسلِم بن إبراهيم حدثنا شدَّاد بن سعيد، حدثنا سعيد بن إياس أبو مسعود الجُرَيري، عن أبي نَضْرة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "يا شبابُ قريش، لا تَزْنُوا، أَلَا مَن حَفِظَ فَرْجَه فله الجنَّةُ" (٣).


(١) في النسخ بياض قدر، كلمة، ومكانه في (ك): أبيه، وكلام المصنف عقب الحديث السابق يقتضي عدمَه، لأنه قال عن رواية أبي عوانة أتى بالمتن على وجهه ووجهه كما رواه الناس بلفظ: لو رأيت رجلًا مع امرأتي، كما سيأتي في التخريج.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد ٣٠/ (١٨١٦٨) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد. ولفظه: لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف.
وكذلك أخرجه البخاري (٦٨٤٦) و (٧٤١٦)، ومسلم (١٤٩٩)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (١٨١٦٩)، وابن حبان (٥٧٧٣) من طرق عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، به.
قوله: "غير مصفح" بضم الميم وسكون الصاد المهملة وفتح الفاء وكسرها، أي: غير ضارب بعَرْضه، بل بحدِّه للقتل والإهلاك، لا بعَرْضه للزجر والإرهاب، قال القاضي عياض: فمن فتح جعله وصفًا للسيف وحالًا منه، ومن كسر جعله وصفًا للضارب وحالًا منه. قاله القسطلاني في "شرح البخاري".
(٣) رجاله لا بأس بهم، غير أنَّ سعيد بن إياس الجُريري كان قد اختلط، ولا ندري إن كانت رواية شداد بن سعيد - وهو الراسبي عنه بعد الاختلاط أو قبله، على أنَّ شدادًا قد رواه بإسناد =

<<  <  ج: ص:  >  >>