للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

منكم رؤيا؟ " قال: فيقصُّ عليه مَن شاء، وإنه قال ذاتَ غَدَاةٍ: "إنه أتاني الليلةَ آتيانِ مَلَكان فقعد أحدُهما عند رأسي والآخرُ عند رجليَّ، فقال الذي عند رجليَّ للذي عند رأسي: اضْرِبْ مَثَل هذا ومَثَلَ أُمتِه، فقال: إِنَّ مَثَلَه ومَثَلَ أُمَّتِهِ كَمَثَل قومٍ سَفْرٍ انتهَوْا إلى رأس مَفازةٍ فلم يكن معهم من الزادِ ما يقطعون به المَفَازةَ ولا ما يَرجِعون به، فبينما هم كذلك إذْ أتاهم رجلٌ مُرجِّلٌ في حُلّةٍ حِبَرَة، فقال: أرأيتم إن وَرَدتُ بكم رِيَاضًا مُعشِبةً وحِياضًا رِوَاءً، أتتَّبعوني؟ فقالوا: نعم، فانطَلَق بهم فأورَدَهم رِياضًا مُعْشِبةً وحِياضًا رِوَاءً، فأكلوا وشربوا وسَمِنوا، فقال لهم: ألم ألْقَكم على تلك الحال فقلتُ لكم: إِنْ وَرَدتُ بكم رياضًا مُعْشِبةً وحِياضًا رِوَاءً، أتتَّبعوني؟ فقالوا: بلى، فقال: إنَّ بين أيديكم رِياضًا أعشَبَ من هذا، وحِياضًا أرْوَى من هذه، فاتَّبِعوني، فقالت طائفةٌ: صدق والله، لنتَّبِعَنَّ، وقالت طائفةٌ: قد رَضِينا بهذا نُقِيمُ عليه" (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٨٤٠١ - حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالَوَيهِ، حَدَّثَنَا بِشْر بن موسى الأَسَدي، حَدَّثَنَا الحسن بن موسى الأشْيَب، حَدَّثَنَا حماد بن سَلَمة، عن عمّار بن أبي عمّار (٢)، عن ابن عبّاس قال: رأيتُ النَّبِيّ فيما يرى النائمُ نِصفَ النهار، أشعثَ أغبرَ معه قارورةٌ فيها دم، فقلتُ: يا نبيَّ الله، ما هذا؟ قال: "هذا دمُ الحُسين وأصحابِه، لم أزَلْ


(١) إسناده صحيح. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو رجاء: هو عمران بن مِلْحان العُطاردي.
والحديث لم نقف على أحد أخرجه عن سمرة بن جندب غير المصنّف، وقد روي بلفظه من حديث ابن عباس، أخرجه أحمد في "مسنده" ٤ / (٢٤٠٢) وغيره بإسناد ضعيف.
أما حديث سمرة بن جندب الطويل في الرؤية، فقد رواه أحمد ٢٣/ (٢٠٠٩٤) وغيره، ليس فيه هذه القصة، والله أعلم.
قوله: "مرجِّل": أي: مرجِّلٌ شعرَه، يعني مسرِّحه. والحلّةُ الحبرة: البُرد المخطط، والرّواء: بكسر الراء وفتحها: الماء الكثير العَذْب.
(٢) في النسخ الخطية: عمار بن عمار، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>