وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٧٣٣)، والدارقطني في "العلل" ١٢/ ١١٠ من طريقين عن محمد بن سعيد الأصبهاني، بهذا الإسناد. وسقط شريكٌ من الإسناد عندهما، والغالب أنه من النسخ. وأخرجه أبو داود (٣٨٨٩) من طريق سليمان بن داود العتكي ويزيد بن هارون، كلاهما عن شريك، به - الأول أرسله بإسقاط أنس منه، والثاني وصله وأرسله عن شريك أيضًا علي بن الجعد كما في "الجعديات" لأبي القاسم البغوي (٢٣٩٧)، وعمرو بن عون كما في "العلل" لابن أبي حاتم (٢٥٦٦). ورواه كرواية شريك بذكر الدم فيه: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن جابر، أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٣/ ١٥٨. ومجالد ليس بالقوي، ومع ذلك خولف يحيى بن أبي زائدة عنه، فقد رواه ثلاثة من الثقات عن مجالد عند ابن أبي شيبة ٨/ ٣٥، والبزار (٣٠٥٦ - كشف الأستار)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٨٥١)، فلم يذكروا فيه الدم. وجعله أبو أسامة عن مجالد عند ابن أبي شيبة من حديث الشعبي عن بعض أصحاب النَّبِيّ ﷺ ولم يسمِّه. وقد اختُلف في إسناد هذا الحديث على الشعبي على وجوه ذكرها الدارقطني في "العلل" (٢٤٩٠) ثم قال: والحديث مضطرب. وقد ذكر بعض هذه الاختلافات الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١٧/ ٤٦١ - ٤٦٢ ثم قال: والتحقيق أنّه عند الشعبي عن عمران بن حصين وعن بريدة جميعًا. وانظر حديث الشعبي عن عمران في "مسند أحمد" ٣٣/ (١٩٩٠٨)، وإسناده صحيح. وصحَّ من حديث يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس بن مالك عند مسلم (٢١٩٦) وغيره قال: رخَّص رسول الله ﷺ في الرقية من العين والحُمَة والنملة. والحُمَة: السّم مما يلسع من الهوامّ كالعقرب، والنَّملة: قروح تخرج في الجَنْب.