للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أعلمُ، قال: "تَصبِرُ" ثم قال: "كيف تَصنعُ إذا أقبلَ الناسُ حتَّى تَغرقَ أحجارُ (١) الزيت بالدِّماء؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلمُ، قال: "تأتي مَن أنت منه" قلت: فإِن أَبَى عليَّ؟ قال: "إِنْ خِفْتَ أن يَبهَرَك شُعاعُ السَّيف، فأَلْقِ طائفةَ ردائِك على وجهِك يَبُوءُ بإثمِك وإثمِه فيكونَ من أصحاب النار" قلت: أفلا أَحمِلُ السلاح؟ قال: "إذًا تُشارِكَه" (٢).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد خرَّجه البخاري من حديث همّام عن أبي عِمران (٣)، وقد زاد حماد بن زيد في إسناده بين أبي عمران الجَوْني وعبد الله بن الصامت المشعَّثَ بن طَريف بزيادةٍ في المتن، وحمادُ بن زيد أثبتُ من حماد بن سَلَمة.

٨٥١٠ - أخبرنا الحسن بن حَليم، حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم السَّدَوَّري، حَدَّثَنَا سعيد بن هُبَيرة، حَدَّثَنَا حمَّاد بن زيد، حَدَّثَنَا أبو عِمران الجَوْني، عن المُشعَّث بن طَريف، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله : "يا أبا ذرٍّ" قلت: لبَّيك يا رسول الله وسَعدَيك، قال: "كيف أنت إذا أصاب الناسَ جوعٌ؛ تأتي مسجدَك فلا تستطيعُ أن ترجعَ إلى فِراشِك، وتأتي فراشك فلا تستطيعُ أن تنهض إلى مسجدِك؟ "


(١) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حتَّى يغزو أصحاب. وأحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من سوقها المعروف بالزَّوراء.
(٢) إسناده صحيح من جهة شيخه محمد بن علي الصنعاني، وقد سلف من هذا الوجه عند المصنّف برقم (٢٦٩٨).
وأما من جهة شيخه الحسن بن حليم فضعيف من أجل سعيد بن هبيرة، فقد قال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي، واتهمه ابن حبان في "المجروحين"، لكنه متابع لم ينفرد به.
فقد أخرجه ابن حبان (٥٩٦٠) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
(٣) كذا وقع في النسخ الخطية، والظاهر أنَّ فيه تحريفًا، فكلام المصنّف اللاحق ظاهره في بيان رواية حماد عن أبي عمران وليس في رواية همام عن أبي عمران. ثم إنَّ البخاري لم يخرج هذا الحديث في "صحيحه" من أي وجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>