وحديث بشير هذا يفيد أنَّ هذا الأمر واقع في المئة الأولى من الهجرة أو أنه يتكرر عند رأس كل مئة سنة، ولذلك قال ابن الجوزي: هذا حديث باطل يكذبه الوجود، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال في بشير بن المهاجر: منكر الحديث يجيء بالعجائب. وقد روى هذا الحديث الفضل بن موسى السيناني، عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي، عن أبان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رفعه بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى لا يُعبد الله في الأرض قبل ذلك بمئة سنة". فجعله في آخر الزمان. أخرجه الطبري في مسند عمر من "تهذيب الآثار" ٢/ ٨٢٩، والمستغفري في "دلائل النبوة" (١٤٢) و (١٤٣)، والشجري في "أماليه" ٢/ ٢٧٣، وابن طولون في "الأحاديث المئة" (٧٦). وسقط أبان من رواية الطبري وحده! وأما المستغفري فقال: أبان هو ابن زربي، كما وقع عنده من وجه صحيح، وأبان بن زربي هذا لم نقف له على ترجمة فهو مجهول، ووقع في رواية الشجري: عن أبان، يعني ابن خالد الحنفي، وكذلك اعتبره ابن طاهر المقدسي في "أطراف الغرائب" (١٤٩٢) والذهبي في ترجمة أبان من "الميزان" وقال: هذا خبر منكر. قلنا: ولا يعرف لعبد المؤمن بن خالد الحنفي أخ في الرواة، والراجح ما وقع عند المستغفري، والله تعالى أعلم. ورواية أبان عن ابن بريدة تتوافق مع ما سبق من الأحاديث إلا تعيين المدة التي لا يُعبد الله فيها قبل قيام الساعة. (١) إسناده ضعيف لتفرد درّاج أبي السَّمح فيه بزيادات لم تأتِ فيما صحَّ عن أبي هريرة، ودراج =