للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه!

٨٦٦٢ - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصَّنعاني بمكة حَرَسها الله تعالى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة قال: إني لأعلمُ فتنةً يوشكُ أن يكون الذي قبلها معها كنَفْجةِ أرنبٍ، وإني لأعلمُ المَخرَجَ منها، قلنا: وما المخرجُ منها؟ قال: أُمسِكُ يدي حتى يجيء من يقتلُني (١).

٨٦٦٣ - قال معمر: وحدَّثني شيخٌ لنا: أنَّ امرأة جاءت إلى بعض أزواج النبي فقالت لها: ادْعِي الله أن يُطلِقَ لي يدي، قالت: وما شأنُ يَدِكِ؟ قالت: كان لي أبوان، فكان أبي كثير المال كثير المعروف كثيرَ الفضل كثيرَ الصدقة، ولم يكن عند أمِّي من ذلك شيءٌ، لم أرَها تصدَّقَت بشيء قطُّ، غيرَ أَنَّا نَحَرْنا بقرةً فأعطت مسكينًا شَحْمةً في يده، وألبسته خِرقةً، فماتت أمِّي ومات أَبي، فرأيتُ أَبي على نهرٍ يسقي الناسَ، فقلت: يا أبتاه، هل رأيتَ أمي؟ قال: لا، أوماتت؟ قلت: بلى، قال: فذهبتُ ألتمِسُها فوجدتُها قائمةً عُرْيانةً ليس عليها إلَّا تلك الخِرْقةُ، وتلك الشَّحمةُ في يدها وهي تضرِبُ بها في يدها الأخرى ثم تَعَضُّ أثرها، وتقول: واعَطَشاه، فقلت: يا أُمَّهْ، إلا أَسقيك؟ قالت: بلى، فذهبتُ إلى أبي فذكرتُ ذلك له وأخذتُ من عنده إناءً فسقيتُها فيه، فنَبِهَ بي بعضُ مَن كان عندها قائمًا فقال: مَن


(١) إسناده صحيح.
وهو في "جامع معمر" برواية عبد الرزاق (٢٠٧٦٧). وعن عبد الرزاق رواه أيضًا نعيم بن حماد في "الفتن" (٣٤٥).
وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (٥٣٢) عن مؤمل بن إسماعيل، عن يزيد بن زريع، عن الحجاج بن أبي عثمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن العبدي، عن أبي هريرة. والعبدي هذا: هو أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، وهو ثقة، إلا أنَّ ذكره في الإسناد مكان أبي سلمة بن عبد الرحمن من تخليط مؤمّل، فإنه كان سيئ الحفظ، والله تعالى أعلم.
قوله: "كنفجة أرنب" أي: كوثبته من مجثمه، يريد تقليل مدتها، قاله ابن الأثير في "النهاية".

<<  <  ج: ص:  >  >>