للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أنزل الله فيه: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا﴾ الآية [الأحقاف: ١٧]، قال: فبَلَغَ عائشةَ، فقالت: كَذَبَ والله، ما هو به، ولكن رسول الله لَعَنَ أبا مروانُ في صلبه، فمروانُ فَضَضٌ من لعنة الله ﷿ (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٨٦٩٤ - حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا مُسلم بن إبراهيم، حدثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعي، حدثنا علي بن الحكم البُناني، عن أبي الحسن الجَزَري، عن عمرو بن مُرَّة الجُهَني - وكانت له صحبة -: أنَّ الحَكَم بن أبي العاص استأذن على النبي ، فعَرَفَ النبي صوته وكلامه، فقال: "ائذَنُوا له، حيّةٌ" (٢)، عليه لعنةُ الله وعلى من يخرُج من صُلْبِهِ، إِلَّا المؤمنَ منهم، وقليلٌ ما هم، يَشرُفُون في الدنيا ويُوضَعون (٣) في الآخرة، ذَوُو مَكْرٍ وخَديعةٍ،


(١) إسناده جيد لولا ما أعله به الذهبي في "تلخيصه" من الانقطاع بين محمد بن زياد - وهو الجُمحي مولاهم المدني - وعائشة، وقال: محمد لم يسمع من عائشة. قلنا: مع أنه أدركها، وقد يكون مرسلًا، فإنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر توفي قبل أخته عائشة بنحو أربع سنين.
وأخرجه النسائي (١١٤٢٧) عن علي بن الحسين الدرهمي، بهذا الإسناد.
ورواه عن محمد بن زياد أيضًا حماد بن سلمة، فقد أخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (١٨٨٠) عن ابن عائشة - وهو عبيد الله بن محمد العيشي - وابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه" (١٧٨٥) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. إلّا أنَّ ابن عائشة لم يذكر في حديثه قصة لعن أبي مروان.
وقد تابع محمدَ بنَ زياد في رواية هذا الخبر يوسفُ بنُ ماهك عند البخاري في "صحيحه" (٤٨٢٧)، وعبد الله البهيّ مولى الزبير عند البزار في مسنده (٢٢٧٣). إلّا أنَّ البهي جعله كلّه من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر لم يذكر فيه عائشة، وروايته عنه مرسلة، أما يوسف بن ماهك فلم يذكر فيه قصة لعن أبي مروان.
فَضَضٌ: أي: قطعة وطائفة.
(٢) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: ائذنوا لرحية، وفي "التلخيص": له حبة.
(٣) في النسخ الخطية ويضعون، والصواب ما أثبتنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>