للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا الحديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

قال الحاكم : ليعلم طالب العلم، أن هذا بابٌ لم أذكر فيه ثُلث ما رُوِيَ، وأنَّ أول الفتن في هذه الأُمة فِتنتُهم، ولم يَسَعني فيما بيني وبين الله تعالى أن أُخلِيَ الكتابَ من ذِكرِهم.

٨٦٩٦ - حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا الحسن بن علي بن زياد، حدثنا إسماعيل بن أبي أُويس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يَنزِلَ الرُّومُ بالأعماق، فيخرج إليهم جلبٌ من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافُّوا قالت الرُّوم: خلُّوا بيننا وبين الذين سَبَوْا منا نُقاتِلُهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نُخلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثُلثٌ لا يتوبُ الله


= عند البزار في "مسنده" بإثر (٢١٩٧)، وابن عساكر ٥٧/ ٢٧١.
ورواه عن إسماعيل بن أبي خالد أيضًا سفيان بن عيينة عند أحمد ٢٦/ (١٦١٢٨)، والبزار (٢١٩٧)، والضياء (٢٧٠)، ورجاله ثقات.
وروي حديث محمد بن سوقة مرفوعًا نصًّا من قول النبي : "ولد الحكم ملعونون"، أخرجه ابن عساكر ٥٧/ ٢٧١ من طريق أبي بكر محمد بن حمدون، عن أبي عثمان سعيد بن عبد الرحمن بن صفوان المصري، عن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن يعقوب بن إبراهيم، عن محمد بن سُوقة، عن الشعبي، عن ابن الزبير. وسعيد بن عبد الرحمن مجهول لم نقف على ترجمة له.
وأصل قصة لعن الحكم بن أبي العاص ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد عنه عند أحمد ١١/ (٦٥٢٠) قال: كنا جلوسًا عند النبي ، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده: "ليدخلن عليكم رجل لعين"، فوالله ما زلت وَجِلًا أتشوَّف داخلًا وخارجًا حتى دخل فلانٌ؛ يعني الحكم.
فهذا أصل القصة، وليس فيها لعن ولد الحكم أو من هم في صُلبه، وليس من أخلاق النبي ولا من سُنّته لعن من لا يستحق اللعن كالأبناء الصغار أو من هم في الأصلاب، ولعلَّ الخصومة التي كانت بين عبد الله بن الزبير وبني أُمية جرَّته إلى هذا التجوُّز في ذكر ولد الحكم في قصة اللعن، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>