للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن الأسوَد، عن عبد الله قال: أولُ سورةٍ قرأَها رسول الله على الناس "الحجُّ"، حتى إذا قرأَها سَجَدَ فسجدَ الناسُ إلّا رجلٌ أخَذَ الترابَ فسجد عليه، فرأيتُه قُتِلَ كافرًا (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بالإسنادين جميعًا، ولم يُخرجاه، إنما اتَّفقا على حديث شُعْبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله: أنَّ النبي قرأَ "والنجم" فذكره بنحوه، وليس يُعلِّل أحدُ الحديثين الآخر، فإني لا أعلم أحدًا تابَعَ شعبةَ على ذكره "النجم" غير قيس بن الرَّبيع (٢)، والذي يؤدِّي إليه الاجتهادُ صحةُ الحديثين، والله أعلم!

وقد رُوِيَ بإسنادٍ راويهِ عبد الله بن لَهِيعة أنَّ في سورة الحج سجدتين:

٩٠٠ - حدَّثَناه علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا بِشْر بن موسى، حدثنا يحيى بن إسحاق السَّيلَحِيني، حدثنا ابن لَهِيعة، عن مِشرَح بن هاعانَ، عن عُقْبة بن عامر قال: قال رسول الله : "فُضِّلَت سورةُ الحجِّ بسجدَتَينِ، فمن لم يسجُدْهما فلا يَقرَأْهما" (٣).

٩٠١ - حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثَّقَفي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان التَّيْمي، عن أبي مِجلَزٍ،


(١) إسناده قوي من أجل عباس الأسفاطي، والمحفوظ فيه ذِكْر النجم لا الحجِّ كما سبق، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/ ٢٢٣ (بتحقيقنا) أنه وقع في رواية زكريا بن أبي زائدة عند ابن مردويه في "تفسيره": والنجم، على ما هو محفوظ.
(٢) بل تابعه أيضًا سفيان الثوري وزهير بن معاوية كما تقدم في التعليق على الحديث السابق، وهما ثقتان مشهوران، وأما رواية قيس بن الربيع فلم نقف عليها، وهو مع ذلك فيه ضعف.
(٣) حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما"، وفي هذا الإسناد مقال كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" ٢٨/ (١٧٣٦٤).
وأخرجه أحمد (١٧٣٦٤) و (١٧٤١٢)، وأبو داود (١٤٠٢)، والترمذي (٥٧٨) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي. وسيأتي برقم (٣٥١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>