قلنا: وكنا قد صححنا حديث عمرو بن عاصم هذا في "جامع الترمذي" و"صحيح ابن حبان" فيستدرك من هنا، ولا يشهد له ما رواه ابن ماجه (١١٥٥)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤١٤٢)، وابن حبان (٢٦٥٢) من طريق مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: أنَّ النبي ﷺ نام عن ركعتي الفجر، فقضاهما بعدما طلعت الشمس. فهذه مسألة أخرى، فهذا مختصر من حديث طويل في قصة نوم النبي ﷺ عن الفجر حتى أيقظه حرُّ الشمس، قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه ٢/ ١٠٣ (٢٤٤): غَلِطَ مروانُ في اختصاره، إنما كان النبي ﷺ في سفر فقال لبلال: "من يكلؤنا الليلة" فقال: أنا، فغلبه النوم حتى طلعت الشمس، فقام النبي ﷺ وقد طلعت الشمس، فأمر بلالًا أن يؤذن، وأمر الناس أن يصلوا ركعتي الفجر، ثم صلى بهم الفجر. قال أبو حاتم: فقد صلى السنة والفريضة بعد طلوع الفجر. وانظر لزامًا كلام الطحاوي في هذه المسألة في "شرح مشكل الآثار": باب بيان مشكل ما روي في رسول الله ﷺ فيمن يفوته أن يصلي ركعتي الفجر، أيصليهما عقيبًا لها أم بعد ذلك؟ الأحاديث (٤١٣٧ - ٤١٤٢). (١) إسناده من جهة وكيع حسنٌ، بسبب صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. أما من جهة النضر بن شميل ففيه عبد الله بن محمد بن محمود، لم نتبينه ولم =