للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويبتدىء القراءة ببسم اللَّه الرحمن الرحيم، وهى آية من الفاتحة، ومن كل سورة ذكرت في فاتحتها (١)، وبه قال أحمد (٢)، وهو قول عطاء، والزهري، وعبد اللَّه بن المبارك (٣)، وكان ابن المبارك يقول: من ترك بسم اللَّه الرحمن الرحيم، فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من القرآن.

وذكر الشيخ أبو حامد رحمه اللَّه: أن من أصحابنا من قال: للشافعي رحمه اللَّه (قول) (٤) آخر في غير الفاتحة، أنها ليست من القرآن.

وقال أبو علي بن أبي هريرة: هي آية من القرآن في كل موضع ذكرت فيه قطعًا.


(١) والدليل عليه ما روت أم سلمة رضي اللَّه عنها، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم، فعدها آية" صحيح رواه ابن خزيمة في "صحيحه" بمعناه.
(٢) ولكن يقرأ البسملة سرًّا، لما روى نعيم المجمر قال: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين. . . الحديث، ثم قال: والذي نفسي بيده أني لأشبهكم صلاة بالرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، رواه النسائي ١/ ١٠٤، وأنظر "كشاف القناع" ١/ ٣٣٥.
(٣) عبد اللَّه بن المبارك: أخذ العلم عن أبي حنيفة، نظر إليه أبو حنيفة وسأله عن بدء أموره فقال: كنت جالسًا مع إخواني في البستان، فأكلنا وشربنا إلى الليل، وكنت مولعًا بضرب العود والطنبور، ونمت سحرًا، فرأيت في منامي طائرًا فوق رأسي على شجرة يقول: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} قلت بلى، فانتبهت وكسرت عودي، اجتمع جماعة من أصحابه، فقالوا عنه: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والزهد والفصاحة والورع وقيام الليل والعبادة، مات سنة ١٨١ هـ، اللكنوى: ١٠٣، "تهذيب الأسماء واللغات" ١/ ٢٨٥، ٢٨٧، "تذكرة الحفاظ" ١/ ٢٥٣، ٢٥٧.
(٤) (قول): في ب، جـ، وفي أ: فعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>