للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب الحجر (١)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) (باب الحجر): غير واضحة في جـ.
قال الإمام السرخسي: اعلم أن اللَّه تعالى خلق الورى، وفاوت بينهم في الحجى، فجعل بعضهم أولي الرأي والنهى، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وجعل بعضهم مبتلى ببعض أصحاب الردى، فيما يرجع إلى معاملات الدنيا، كالمجنون الذي هو عديم العقل، والمعتوه الذي هو ناقص العقل، فأثبت الحجر عليهما عن التصرفات، نظرًا من الشرع لهما واعتبارًا بالحجر الثابت على الصغير في حال الطفولة بسبب عدم العقل، بعد ما صار مميزًا بسبب نقصان العقل، وذلك منصوص عليه في الكتاب فيثبت الحجر في حق المعتوه والمجنون استدلالًا بالنصوص بطريق التشبيه لأن حالهما دون حال الصبي فالصبي عديم العقل إلى الإصابة عادة، والمجنون عديم العقل إلى الإصابة عادة، ولهذا جاز إعتاق الصبي في الرقابة الواجبة دون المجنون، فأما إذا بلغ عاقلًا فلا حجر عليه بعد ذلك على ما قال أبو حنيفة رحمه اللَّه: الحجر على الحر باطل، ومراده: إذا بلغ عاقلًا.
وحكى عنه أنه كان يقول: لا يجوز الحجر إلا على ثلاثة: على المفتي =

<<  <  ج: ص:  >  >>